Al Jazirah NewsPaper Friday  02/01/2009 G Issue 13245
الجمعة 05 محرم 1430   العدد  13245
العام الجديد بين يدي الخطيب
نايف بن حمود الرضيمان*

 

إن الحديث عن المناسبات في وقتها يحاكي ما في النفوس من مكامن وخلجات ولاشك في ذلك إذا أحسن الطرح، وكل مناسبة يمكن أن تتناول من عدة جوانب ولا يستطيع الشخص أن يأتي على كل ما يريد في زمن قصير كخطبة الجمعة مثلاً فإن زمن الخطبة لا يسعف المتحدث على لملمة جميع أطراف المقصود، نهاية العام هي بداية عام آخر يجد خطباء الجمعة من هذه المناسبة فرصة للتذكير باليوم الآخر والتفطن للمصير ومراجعة حسابات النفس مع الله، لذا يركز الخطباء على هذا الجانب أكثر من غيره، ولاشك أنه جانب مهم لا يستغنى عن التذكير به كل مسلم، ولكن ينبغي أن يعلم أن التذكير بهذه الأشياء يجب ألا يكون محصوراً في مناسبة بداية عام وحلول آخر، بل هي مطلوبة بين الفينة الأخرى وعلى مدار العام، هناك جوانب أخرى لا تقل أهمية عما ذكر آنفاً، أذكر إخوتي الخطباء بها، راجياً النفع والفائدة منها:

أولاً: مطالبة الناس في الخطبة بإعمال الفكر فيما يجريه الله في هذا الكون من متغيرات إيجابية أو سلبية، وأنها مقرونة بفعل أسبابها لاشك أنها عبادة قلبية عظيمة يغفل عنها الكثير.

ثانياً: حث الناس على استشعار استجلاب ما من شأنه استقرار النعم وزيادتها، ورغد العيش والعمل على بقائه، وأنهما نعتمان كل نعمة كفيلة ببقاء الأخرى فمتى فقدت الأخرى فالتي تليها على إثرها ستفقد، والناظر في حال هذه البلاد مقارنة بمن حولها يعلم أننا نرفل بهاتين النعمتين بل نحن مغبوطون ومحسودون عليهما.

ثالثاً: التنبيه إلى تقلبات القلوب وتفلتات النفوس على أصحابها بعدم الاستقرار بسبب ما هو مشاهد في هذا الزمان من الفتن في الدين والدنيا التي ساعد على انتشارها وسائل الإعلام المتنوعة من مقروء ومسموع ومشاهد، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرا...) الحديث.

رابعاً: إيعاز نفوس المستمعين للخطبة إلى العودة إلى النفس وجعلها تسير في طريقين لتحقيق الهدف الأسمى والغاية النبيلة، الطريق الأولى: بأن يتهم الإنسان نفسه فيقول: لعل ما أصاب الناس من جهد وقحط وحروب ومجاعات وارتفاع في الأسعار ومحق للبركة في كثير من الأشياء لعل ذلك كله بسببي فيستعتب ويحدث توبة نصوحاً، والطريق الثاني: يعود إلى نفسه فيقول لعل الناس ينصرون ويغاثون ويرزقون.. بسبب دعائي فيكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، فيعيش بين الخوف والرجاء، وهذا هو تحقيق العبودية الصادقة وهو ما يحتاج إليه كل إنسان فضلاً عن كل مسلم.

لعل هذه تكون محاور لخطبة جمعة تناسب العصر الذي نعيش فيه بمناسبة نهاية هذا العام وحلول العام الجديد، جعله الله عام خير وبركة على الجميع.



hailqq@gmil.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد