في أواخر الأيام التي عاشها الشاعر أمل دنقل على سرير المرض كان يطيل النظر إلى باقات من الزهور وضعها الزوار في غرفته.
وذات صباح تأمل هذه الزهور وكتب قصيدة معبرة قال فيها:
وسلال من الورد
ألمحها بين إغفاءة وإفاقة
وعلى كل باقة
اسم حاملها في بطاقة
**
تتحدث لي الزهرات الجميلات
أن أعينها اتسعت دهشة
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة إعدامها في الخميلة
تتحدث لي
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين
أو بين أيادي المنادين
حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة
تتحدث لي
كيف جاءت إلي
وهي تجود بأنفاسها الآخرة
كل باقة
بين إغفاءة وإفاقة
تتنفس مثلي بالكاد ثانية
وعلى صدرها حملت راضية
اسم قائلها في بطاقة!!