خطر العامية طغى كثيراً في الأعوام الأخيرة..

وأصبح هناك قنوات فضائية متعددة كل برامجها تقدم بالعامية.. بل حتى القنوات الباقية تأخذ العامية نسبة كبيرة من برامجها..

وتسللت العامية إلى أعمدة الصحف فأصبحت بعض المقالات تكتب بالعامية.. بل وحتى الحوارات مع الكتاب في البرامج الثقافية تخللتها العامية فأصبح الكاتب والمذيع يتسابقون على الكلمات العامية ليدخلوها في الحوار..!

وهذا الاستخفاف باللغة العربية مزعج لكل الحريصين على لغتنا الجميلة..

ها هو الدكتور عبدالسلام المسدي يحذر من ذلك ويقول: فرح الناس يوم أقر وزراء الثقافة الخطة الشاملة للثقافة العربية (1985) بعد إعداد دام ستة أعوام قالوا فيها: (إن التفريط في اللسان القوي تفريط في الهوية وكسر لهيكل تماسك المجتمع ووحدته).

وأضافوا: (إن القوى الأجنبية تشجع العامية دراسة، ودعا وثمة دعوات مشبوهة تدعو لترك الفصحى وتدعو للتعلم بالعامية).

كان ذلك منذ ربع قرن، وتمضي الأيام ويصدر وزراء الإعلام وثيقة تنظيم البث الفضائي (فبراير 2008) وإذا بها تناشد أن يكون حظ العربية الفصحى من البرامج عشرين في المئة!

وتساءل الدكتور عبدالسلام المسدي قائلاً: كيف نتحدث عن الموارد البشرية وتنميتها وعن التخطيط المستقبلي الشامل ونحن نعيش انفصاما بين أدوات المنظومة التربوية وشروط النهضة الحضارية؟

وهو التساؤل الذي يطرحه كل المتابعين لما يطرح في الفضائيات العربية.. فكيف سيكون حال شبابنا؟