Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/01/2009 G Issue 13257
الاربعاء 17 محرم 1430   العدد  13257

بلا تردد
للبرد مهارة نفتقدها
هدى بنت فهد المعجل

 

ما أن يتمكن التعب من الجسد، حتى يعرقل الذهن عن التركيز!!

ولأن التركيز أساس قوة العطاء، فقدته! والشتاء يهب جسدي شيئاً من سطوته، وبعضاً من جبروته، ويأذن للبرد أن يتسلل إلى عظامي كي يعيث فيها إنهاكاً!!. صديقتي نصحتني بكوب من الزنجبيل الطازج المبشور يضاف إليه ماء مغلي ويزول التعب بإذنه!!

اقتنيت الزنجبيل الطازج، بشرته، وضعته في الكوب، سكبت الماء المغلي عليه، وتناولته بانتظار الشفاء!!

الشفاء لا يأتي وإن أرسلنا في طلبه، حيث لا بد أن ينال التعب من الجسد نصيبه، ويأخذ رحلته حتى ينتهي. لكن سبل العلاج تساهم في سرعة تحقق الشفاء لذا انصعت لنصيحة صديقتي وتناولت مغلي الزنجبيل الطازج.. بل لم أكتفِ به، وأعددت لي كوب حليب بالزنجبيل والسكر الأسمر!!

ما أن حذر الأطباء من السموم البيضاء الثلاث: (السكر - الدقيق - الملح) حتى سعيت نحو الأخذ بنصيحتهم. السكر الأسمر بديلاً عن الأبيض.. الدقيق الأسمر والنخالة والشعير عوضاً عن الأبيض.. فما البديل عن الملح؟!. أعتقد ملوحة مياه الشرقية الطبيعية وهي تفتك بالأدوات الصحية ولم يبق أمامنا سوى حك ملح أبيض تراكم على أدوات منازلنا الصحية وتعبئته في أكياس ثم بيعه! هل منكم في فكر في ذلك!!؟ في تلك التجارة المربحة لسكان الشرقية؟!.. ماذا لو أفشيت بها لعمال تبتاع كل ساقط تلتقطه طمعاً في زيادة الدخل!!

***

المهم، أعددت كوب الحليب بمبشور الزنجبيل الطازج والسكر الأسمر وتناولته على عجل طمعاً في الشفاء السريع. ولا غرابة، فنحن البشر هكذا نستعجل كل شيء ولا نمنحه الوقت الكافي.

***

تطهو خادمتي الطعام فتستعجل نضجه برفع درجة حرارة الفرن، ونضطر أن نتناول الطعام بوضعه الذي هو عليه وجوع شرس يفتك بأمعائنا والمعدة.

تعلمنا: (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة).. تركنا التأني ومارسنا العجلة فندمنا، ثم تناسينا الندم وغيبنا الوعي فغابت اليقظة، وكُبِّل الانتباه حتى تكرر الندم. أصبحنا أشبه بسفيه تمكن منه المرض، راجع الطبيب، وصف له العلاج ووقت تناوله، ولأن المدة قد تطول إن تناول العلاج بانتظام فيطول معها زمن بقاء المرض ومعاناته منه!! لذا أخذه دفعته واحدة!! وعليه تحمل العواقب!!.

***

يبدو خرجت عن دائرة الزنجبيل الطازج المبشور والذي به أكافح المرض وحتى أعود إليه أرتب لعقد صداقة مع البرد كي أتعلم منه مهارة الوصول إلى جسد أريده!!

- عزف منفرد على الشعر:

أحس البرد ف عظامي * وأحس إني جسد تعبان

تعال الصدر لك ظامي * ولك جايع ولك شفقان

أحس الليل غير الليل

مواويله تهد الحيل

وأنا ما اتحمل التأجيل

***

تعال أرفق بقلبٍ حب

إذا صوتي وصل لك، لب

ص.ب10919 - الدمام 31443

Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد