Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/01/2009 G Issue 13257
الاربعاء 17 محرم 1430   العدد  13257
خاطبن أمير المنطقة..فوصفهن الرئيس بـ«العجاف»:
لجنة أدبي الطائف النسائية تلهب الأجواء وتحرض الاستقالات

 

«الجزيرة »الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

عبّر عدد من مثقفي محافظة الطائف عن استيائهم من لغة التهكم والسخرية الصادرة عن رئيس أدبي الطائف الدكتور جريدي منصوري في معرض رده على خطاب تظلم تقدمت به خمس عضوات ينتمين إلى اللجان النسائية في النادي، مطالبين المنصوري بالاعتذار عن لغته الهابطة تجاه المثقفات؛ نظراً لما تضمنته من مفردات عنصرية وتهكمية ساخرة.

وأبدى القاص محمد النجيمي تعجبه وأسفه مما ورد على لسان جريدي وما جرى به قلمه في مقالة تنكرت لثقافة الاختلاف وتطاولت على العضوات من خلال التعريض بهن وبأزواجهن، مضيفاً أن الترميز الوارد في المقالة سطحي والهدف منها مكشوف واللغة هابطة وبذيئة لا تليق بمؤدب، ناهيك عن مثقف ورئيس ناد أدبي عريق، مؤملاً من منصوري تقديم اعتذاره للعضوات الخمس وفي مقدمتهن القاصة سارة الأزوري التي وجه لها السباب من خلال التلاعب بالألفاظ، مشيراً إلى أن جماعة إبداع ستتخذ الموقف المناسب من مهاترات رئيس أدبي الطائف عبر مرجعية الطائف الإدارية والثقافية.

من جانبه عبّر الشاعر خالد قمّاش عن استيائه من لغة جريدي المتجردة من اللباقة والحصافة والحس الإنساني والثقافي، مشيراً إلى أن منصوري لم يُجد ممارسة ثقافة الاختلاف كونه عدّ مطالبات المثقفات وتظلمهن لأمير المنطقة تطاولاً عليه، ما دفعه للتوتر والتهجم عليهن وشخصنة القضية بعيداً عن القيم الحضارية التي نؤكد على أهمية ترسيخها في مجتمعنا، مطالباً رئيس أدبي الطائف بالاعتذار لأنه خالف ما يدعو إليه المثقفين من احترام وجهات نظر بعضهم البعض، وتجاهل شكوى وتظلم المثقفات في خطابات تقدمن بها إليه، ولم يُعرها أدنى اهتمام، ما يوحي بتحول الأندية إلى أملاك خاصة للقائمين عليها.

من جانبه عوّل الكاتب والإعلامي علي الرباعي على أمير منطقة مكة المكرمة الأمير المثقف الإنسان خالد الفيصل، في إعادة الحق إلى نصابه، وإنصاف المظلوم، والحد من تجاوز رئيس أدبي الطائف على زملائه وزميلاته.

أما القاص طلق المرزوقي فشاركنا قائلاً: أولاً إشكالية إدارة أدبي الطائف تكمن في طريقة إدارة رئيس النادي د. جريدي المنصوري، وكل مثقفي الطائف يعلمون أن رئيس مجلس الإدارة قام بتعطيل كثير من الأنشطة الثقافية التي حاولت تقديمها لجنة إبداع التي كنت رئيساً لها.. وهذا جعل كثيراً من المثقفين يتسربون من النادي نتيجة أحادية الرأي التي يمارسها د. جريدي. أما مشكلة اللجنة النسائية التي صعدت بطريقة رسمية إلى أمير المنطقة فقد تعامل معها باستخفاف لا يليق برجل عامي فضلاً عن شخصية أكاديمية مثقفة.. لقد قرأنا ما كتبه تحت عنوان (سنبلة وخمس عجاف) التي عرَّض فيها باللجنة النسائية بطريقة غير مؤدبة.

وكانت خمس عضوات في نادي الطائف الأدبي قد أبدين استياءهن من محاباة رئيس النادي الدكتور جريدي المنصوري، لزميلتيهن منى المالكي وتركية الثبيتي على حساب بقية العضوات، وتقدمت العضوات المتظلمات بشكوى لأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل طالبن فيها بالمساواة والحد من إقصائهن عمداً عن شرف المشاركة في فعاليات النادي وسوق عكاظ التاريخي.

ولفتت العضوات وفاء خنكار، ونائلة لمفون، وسارة الأزوري، ولطيفة قارئ، ومزينة الغالبي في شكواهن إلى ما يؤثر به رئيس أدبي الطائف وأمين سوق عكاظ زميلتيهن من تشجيع، دفعتهما للعمل بفردية والاستئثار بالقرار بعيداً عن مفهوم الفريق الواحد، مطالبات الأمير خالد بالتدخل للقضاء على الحزبية والمحسوبية التي تقتل الطاقات والمواهب والقدرات.

الأستاذة سارة الأزوري أكدت في حديثها أنها وزميلاتها الأربع (لطيفة قاري ونائلة لمفون ومزينة الغالبي ووفاء خنكار) لم يلجأن إلى الجهات الحكومية الرسمية (إمارة منطقة مكة المكرمة) وربما المحاكم فيما بعد.. إلا بعد أن ضاقت بهن السبل.. تقول الأزوري: يؤسفني بدءاً أن يأتي تبرير الدكتور جريدي المنصوري رئيس أدبي الطائف حول قضية الشكوى التي تقدمنا بها -زميلاتي وأنا- إلى سمو أمير منطقة مكة المكرمة بأن السبب يتمثل في استبعادنا من فريق العمل لسوق عكاظ في دورته الأخيرة.. أقول لم يكن هذا هو السبب.. إنما السبب الحقيقي يتمحور حول التهميش الذي كنا نواجه به من قبل الأخ جريدي المنصوري في حين يفتح ذراعيه وكل ما لديه للغير.. مادياً ومعنوياً.. فعندما يأتي الأخ جريدي المنصوري ويهمشنا كلياً، بينما يدعم الأخت منى المالكي والأخت تركية الثقفي مادياً ومعنوياً فهذا ما يثيرنا ويحز في أنفسنا ويشعرنا بالابتعاد عن هدفنا الحقيقي وهو خدمة ثقافة الطائف.. هذه المدينة التي جاءت مثقفاتها ورشحننا لنكون اللجنة النسائية بالنادي. وتضيف الأزوري: الأسوأ من هذا كله هو قول الدكتور جريدي المنصوري بأننا كبيرات في السن ولا نتحمل مشوار 40كم ذهاباً إلى سوق عكاظ.. أقول للأخ جريدي إن كنت تريدنا للفعل الثقافي فلسنا كبيرات وما مشاركتنا في الدورة الأولى للسوق إلا أحد الأدلة. وعوداً على مسألة انتخابنا لنكون أعضاء اللجنة النسائية عندما أقرت اللجنة النسائية تفاجأنا بتعيين مشرف علينا في القسم الرجالي وهو الأستاذ أحمد البوق.. بطبيعة الحال اعترضنا على هذا القرار.. لكن رئيسة اللجنة (منى المالكي) ورئيس النادي أفهمانا أن هذا المشرف سيكون وجوده مرحلياً فقط وستلغى هذه المهمة فور انتفاء الحاجة إليه والمتمثلة في استقرار وضع اللجنة.. الغريب أن هذا المشرف لم يغادر أبداً. ما يهمني هنا هو التأكيد على أننا تحدثنا مع الدكتور جريدي المنصوري وطلبنا منه تغيير السياسة التي يسير بها النادي وحاولنا مراراً إنهاء الأمور بيننا وبينه بشكل ودي، وعندما لم نفلح اتجهنا إلى الصحافة وعندما لم يتغير في الأمر شيء اتجهنا إلى سمو أمير المنطقة.

وحول هذا تقول الدكتورة وفاء خنكار: لم نكن في حاجة إلى (محرم) بيننا وبين (منى المالكي) (وجريدي المنصوري) لكي يتم تعيين مشرف رجالي على اللجنة النسائية.. مضيفة: نحن عضوات دخلنا الترشيحات وترشحنا وتم تعيين الأستاذة منى المالكي رئيسة اللجنة ولا أعرف كيف تم ذلك.. لكنها للأسف فشلت فشلاً ذريعاً في قيادة هذه اللجنة وبالتالي الوسط الثقافي.. لأنها عملت بروح الفردية لا الجماعة ولجأت إلى المتطوعات والعمل من خلالهن وتجاهلت العضوات الرسميات.. والدليل في السنة الأولى لسوق عكاظ ونجاحنا الواضح فيه، فيما لم يكن لمنى المالكي أدنى حضور. أما عندما (غُيبنا) عن المهرجان في الدورة الثانية.. برزت الأخت منى.. وفيما يتعلق بالخطاب المرفوع من قبلنا لسمو أمير منطقة مكة المكرمة.. فهو بالتأكيد محاولة جادة من قِبلنا لرفع الظلم وإحقاق الحق ليأتي مقال الأخ جريدي المنصوري دليلاً واضحاً للجميع على المستوى الذي نزل بنفسه إليه من خلال ذلك المقال.. والسؤال: هل يسمح أديب أن يكتب قلمه (تف، خن، فساء، جارية سوداء، بوم.. الخ)؟

ختاماً: غاية ما كنا نتمناه هو التقدير المعنوي ولم تكن الجوانب المادية ضمن اهتمامناً.

من جهته جاء رد الدكتور جريدي على شكوى المثقفات وتظلمهن للأمير خالد الفيصل جارحاً ومتهكماً وساخراً عبر مقالته (سنبلة وخمس عجاف)، لم يتبرم فيها جريدي من وصف زميلاته بالحشرات حين قال (حتى الخنفسان طلع له لسان) مضيفاً (الناس عبيد المصالح)، مستعيناً بحكاية منام جدته المتضمن رؤيتها في المنام خنفساء لها ريحة شينة وتتكلم وتقول أنا الخنساء، أنا الخنساء، وردت عليها الجدة (تخسين يا العفنة وينك ووين الشعر والأدب، أنتي خنفساء)، وأردف أنه قال (يا جدة سوف أنظر في كتاب تفسير الأحلام عن معناها)، فأجابته (ما نحتاج كتاب، الخنفساء في الحلم حكي وفساء.. خن+ فساء)، وقد أعجبني منهج جدتي في تأويل الحلم والاعتداد باللغة وتأثيرها فيه فعدت إلى كتاب الأحلام لألتقط أمثلة من الاعتداد باللغة في تعبير الأحلام وتفسيرها على مستوى الصوت أو المعاني المؤلفة والأضداد.

وظهر من تعبير جريدي نعت المثقفات بأوصاف حيوانية مثل قوله على لسان كتاب تفسير الأحلام (من رأى في المنام نعامة فهو نعيم يأتيه، وإن رأى نعامات، فهو شر مستطير لأنها تتكون من كلمتين نعى ومات. وإن رأى في المنام أنه يلبس طيلسان فهو نذير شؤم وطي لسان، فليحذر إن كان خطيباً أو كاتباً أو مؤدباً. وإن رأى أترجة فإن حبيبه يهجره، لأن مقلوب هذه الكلمة (هجرتا)، وإن رأى في المنام أنه يأكل من السفرجل فإنه يسافر أرضاً بعيدة، لأن الكلمة تتكون من مقطعين (سفر وجلي) وإن رأى في المنام ابن كلثوم فهو أمر يفوح منه ما يكرهه لأن الكلمة كلمتان (كل وثوم)، وإن رأى عطاء بن واصل فهو خير يصله من صاحب عقل، وإن رأى عطاء غيره فليحذر من الحمقى وليتجنب أهل الغدر واللؤم).

وتوقف مثقفون عند ترميز جريدي للمثقفات ووصمهن بالعجائز؛ إذ قال (من رأى عجوزاً فهو غم يصيبه، وإن رأى عجائز فهو خير يأتيه من إقدامه على جائز من أمور أهله)، لافتين إلى أن جريدي جعل من الشخصية الأثيرة عنده (سنبلة) وبقية العضوات سنوات عجاف.

وتحفظ المثقفون على استعادة منهجية وممارسة الرق في مقالة جريدي، واصفين وجهة نظره بالخاطئة؛ إذ إنه ذهب إلى أن من كان لونه أسود فهو رقيق أو جارية، حيث تطاول على عضوات بقوله (وإن رأى جارية بيضاء فهي خير، وإن كانت أَمَة سوداء فإن كانت حسناء فهي بشرى طيبة، وإن كانت قبيحة ومعه في الحلم من لا يحب فهي (سارة) لمن معه دونه وليحذر السيل وليغلق بابه عليه إذا جاء الليل).

وواصل رئيس أدبي الطائف التهكم من العضوات بقوله (والبقرات العجاف سنوات القحط والشدة، والسنابل للخصب والخير، والثور الهائج والبحر المائج تعبر بالعدو المتربص). ويسترسل منصوري في مناورة صاغها على نسق حواري مع جدته ليسألها عن الغراب والبومة في المنام فترد عليه (الغراب امرأة والبومة رجل، لكنهما في الأحلام مثلهما في الحياة).

ويضيف منصوري (قالت جدتي فإذا رأى أحدكم في المنام ما يكره، فليتحول لينام على شقه الآخر، ولينفث عن شماله ثلاثاً، وليأخذ حذره لكيلا تكون أم أولاده عن شماله فتظنه يقصدها وهو يرسل النفثات إلى الشيطان والحاسد والنفاثات، تف، تف، تف).

من جانب آخر قدم رئيس وأعضاء لجنة إبداع؛ وهم الأساتذة خلف القرشي ومحمد النجيمي ومحسن الحارثي.. استقالتهم احتجاجاً على هذه القضية، مشيرين في بيان الاستقالة إلى عدد من الأمور، أبرزها عدم تعاون إدارة النادي ممثلة في رئيس النادي جريدي المنصوري, وما واجهته اللجنة من منع لذكر اسم اللجنة في الأنشطة التي تنفذها وهو ما حدث في أكثر من مناسبة، إضافة إلى الأسلوب الإداري المتبع من قبل رئيس النادي والذي يعمل على تهميش البقية والتفرد باتخاذ القرار وتضامناً مع عضوات اللجنة النسائية المتظلمات من بعض الممارسات المعيقة لتفاعلهن مع أنشطة اللجنة النسائية اللاتي أدرن خلافهن مع النادي بأسلوب حضاري وعبر المنافذ الرسمية وبطريقة راقية تتجنب الشتم والبذاءة والحط من قدر الآخر، مضيفين: نعبر عن اعتراضنا على المقال الذي نشره رئيس النادي الذي تضمن تعريضاً بعضوات اللجنة النسائية وإسفافاً ولغة لا تليق بشخص يمثل نادياً ثقافياً، وينشر في مطبوعة ثقافية.

كذلك قدم الدكتور عالي القرشي استقالته للدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام احتجاجاً على الأسلوب الإداري غير الموفق من قبل رئيس النادي الدكتور جريدي المنصوري، إضافة إلى عدد من الملاحظات التي بيَّنها في خطاب نشرته المواقع الإلكترونية الثقافية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد