واشنطن - (ا ف ب)
فرضت إجراءات أمنية مشددة منذ مساء الاثنين على وسط واشنطن بعد ساعات من تنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة في مراسم جذبت ملايين المعجبين بالرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة.
وكما كان مقرراً، أغلقت الشرطة منذ الساعة 15.00 (20.00 تغ) من الاثنين عدة شوارع قريبة من البيت الأبيض. وقال ناطق باسم جهاز حماية الرئيس الأمريكي (يو اس سيكريت سيرفيس) إن (عمليات الإغلاق بدأت وكل شيء يجري كما كان مقرراً). وحضر حوالي مليوني شخص إلى المول لحضور الحدث، وهو عدد قياسي لمدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 600 ألف نسمة.
وبدأ احتياطيون في حرس الحدود في التمركز في العاصمة في إطار أكبر عملية أمنية جرت في مناسبة كهذه. وعلى امتداد الدائرة الأمنية التي سيعبرها العرض التقليدي الذي يجري في يوم التنصيب بين الكونغرس والبيت الأبيض، تمركزت حواجز لمكافحة الشغب.
وتم تفتيش المعجبين بالرئيس قبل أن يعبروا البوابات المؤدية إلى مكان الاحتفال. وقد منعت بعض الأشياء مثل حقائب الظهر والمظلات واللافتات والدراجات... والحيوانات الأليفة. واعتباراً من الساعة الثانية (7.00 تغ) من الثلاثاء، أصبحت واشنطن معزولة عن جنوب البلاد بإغلاق الجسور فوق نهر بوتوماك أمام السيارات. ولن يسمح سوى للمشاة بعبور النهر. ولم يتخذ إجراء مماثل بمناسبة تنصيب رئيس من قبل.
وقالت مسؤولة في أجهزة النقل التابعة للبلدية كارين لوبلان إن تنصيب أوباما هو الأول منذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول - سبتمبر 2001.. ونشر أكثر من 12500 عسكري وآلاف من رجال الشرطة. وسيحلق الجيش فوق النهر ويقوم بدوريات فيه وسيكون على استعداد لإطلاق صواريخ جو أو مواجهة أي اعتداء كيميائي لأو بيولوجي. وأعد فريق طبي للحالات الطارئة ووضع على أهبة الاستعداد للعمل بسرعة في حال الضرورة.
ومع حلول الليل، بدأت وحدة من الحرس الوطني خدمت في العراق، مراقبة باحة المول. وقال أحد قادتها جورج داوني إن (مهمتنا الرئيسية هي أن نثبت وجودنا ونبقي الناس هادئين). وأكد عسكري آخر دوغ ريد أنه لا يتوقع صعوبات محددة. وقال مازحاً إن (مراقبة المراحيض يمكن أن تكون همنا الأكبر في مجال الأمن)، ملمحاً بذلك إلى حوالي خمسة آلاف مرحاض وزعت في القطاع وقرب الجادة التي سيمر فيها العرض. أما أوباما الذي يواجه تهديدات من مجموعات عنصرية، فيتنقل في العاصمة بسيارة مصفحة زجاجها داكن. ووضع زجاج مضاد للرصاص أمام المنصة التي سيلقي فيها خطاب التنصيب وأمام سلم البيت الأبيض حيث سيقف لمراقبة العرض.
وسيحرم روبرت غيتس وزير الدفاع في إدارة جورج بوش الذي أبقاه أوباما في منصبه، من حضور العرض لأنه اختير لتولي الرئاسة إذا حدث أي أمر خطير. وسيمضي الوقت في مكان سري خلال التنصيب، حسبما ذكر البيت الأبيض. وسيتولى الرئاسة في حال أدى هجوم إرهابي إلى القضاء على الرئيس وكل الذين يفترض أن يتولوا الرئاسة بدلاً منه حسب الدستور.