Al Jazirah NewsPaper Friday  06/02/2009 G Issue 13280
الجمعة 11 صفر 1430   العدد  13280
خطباء في رفحاء يخصصون خطبهم لمحاربة الإرهاب ويشيدون بتجربة المملكة في القضاء عليه

 

رفحاء - منيف خضير:

الإرهاب تحول إلى ظاهرة عالمية، وأصبح يشكل هاجس كل الدول؛ فهو ليس مجرد فعل إجرامي أو حادثة تفجير مبنى أو منشأة أو موقع استراتيجي أو عمل عابر لفئة من المغرر بهم، بل هو فكر استشرى ويجب التصدي له. أئمة الجوامع في محافظة رفحاء كرسوا خطبهم لمحاربة هذا الفكر؛ استجابةً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين التي تدعو إلى القضاء إلى هذه الظاهرة العالمية.

فكر تكفيري

يقول إمام وخطيب جامع بمحافظة رفحاء الشيخ فايز بن فهيد الرخيص: الإرهاب قائم على برامج وتخطيط مستند إلى فكر تكفيري؛ ومن هنا فإن الإرهاب بقدر ما يهدف إلى تفجير المنشآت والمؤسسات والمواطنين فإنه يهدف إلى ضرب كل الرموز التي تمثل الوطن والدولة والمجتمع. والآن المملكة تملك قدرات أمنية عالية وكفاءات بشرية مدربة تؤكد كل يوم مكانة هذه القدرات، ونرى الإنجازات المتوالية من خلال الأجهزة المختصة التي حققت إنجازاً جديداً من خلال القبض على أشخاص قاموا ببث الدعاية المضللة والفكر الضال في محاولة للتغرير بالأجيال الشابة وتحريضهم على الفتنة وصياغة فكر ديني منحرف والتستر خلف شاشات (الإنترنت)، ولكن الأجهزة الأمنية في يقظة دائمة وفي وعي تام لمحاربة هذا الفكر الضال. ومن المهم التأكيد أن هناك حرباً حقيقية جبهتها وخطوطها الأمامية هي الأجهزة الأمنية والأجهزة التربوية ومنبر المسجد والصحافة وكل المشتغلين بالشأن العام.. أدام الله علينا الأمن والأمان.

محاربة الإرهاب مسؤولية الجميع

أما الشيخ فواز بن سلمان المسطحي (خطيب جامع الشيخ مسلط الشريم برفحاء) فقد قال: الإرهاب والتطرف منكر عظيم جرَّ على المجتمع المسلم ويلات وآثاراً مدمرة من قتل للأنفس المعصومة واعتداء على الأموال المحترمة وترويع للآمنين وإخلال بالأمن والنظام، وهو لا شك نتاج فكر ضال ومنهج معوج سيطر على عقول فئة من الناس، وكان للجهل والهوى والحماس غير المنضبط قصب السبق في تنامي هذا المنكر الكبير والخطير على الإسلام والمسلمين. ولا شك أن هذا الداء العضال، وهو الإرهاب، دخيل على مجتمعنا، وصدق الرسول - عليه الصلاة والسلام - حين قال: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ..). والإرهاب هجمة جديدة أراد منها أعداء الإسلام صد المسلمين عن دينهم وقتل الأبرياء والآمنين بواسطة بعض أصحاب الآراء المنحرفة الذين استخدموا سلاحاً لهم وهم يحاولون الحديث باسم الإسلام والإسلام منهم براء؛ فالإسلام لا يجيز قتل الآمنين ولا قتل النساء والأطفال ولا قتل المعاهدين من الوافدين المستأمنين داخل هذه البلاد. وإن مهمة محاربة الإرهاب ليست مسؤولية جيش أو شرطة أو حكومة بل مسؤولية المجتمع برمته، وأول من يجب أن يتصدى لهم بوضوح وبصراحة هم الدعاة والخطباء والعلماء والمربون، وكل من يحرض في المساجد والمدارس على العنف فهو مشارك في الجريمة.

المسجد ملتقى توعوي

أما الشيخ نايف بن سالم الضوي (إمام وخطيب جامع برفحاء) فقال عن دور المسجد: للمسجد دور كبير ومهم في توعية الناس وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم، ويخطئ مَن يظن أن رسالته تقتصر على فرض يؤديه المرء أو عبادة يقوم بها؛ فهو محضن تربوي وملتقى توعوي يقوم من خلاله المصلحون بتوجيه الناس ومناقشة ما يطرأ على المسلم، سواء في عباداته أو معاملاته أو حتى القضايا الاجتماعية والفكرية والأمنية التي منها - على سبيل المثال - مكافحة الإرهاب وإيجاد الأمن الفكري للإنسان والحيلولة دون الأفكار الضالة التي تدعو إلى قتل المدنيين ونشر حالة من الرعب والقلق في أوساط المجتمع من خلال سفك الدماء وقتل الأبرياء وترويع عامة الناس، ثم بعد ذلك تلبس بلباس الدين، والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم يوسف، وأعظم ما يكون استغلال المساجد في نبذ مثل تلك الأفكار: منبر الجمعة الذي هو بمثابة الخطاب الأسبوعي أو الغذاء الروحي، وربما قلّ أن يجتمع الناس كلهم في مكان واحد في غير هذا المكان من الأسبوع؛ فيستغل الخطيب هذه الفرصة في استعراض القضايا كقضية الإرهاب ومناقشتها والبحث عن المسببات وإيجاد الحلول وإزالة الشبهات التي ربما تعلق في أذهان الكثيرين، وكذلك إمام المسجد له دور كبير في ذلك من خلال كلمة يلقيها بعد أي صلاة تتضمن تلك المحاور وهناك أيضاً جهود الإخوة في مكاتب الدعوة والإرشاد في إقامة المحاضرات وعقد الندوات والتنسيق مع الأفاضل من طلبة العلم والدعاة، وكذلك ما يتم في المساجد من توزيع الشريط والكتاب والمطوية لمَن يوثق بعلمه وسلامة منهجه في محاربة الفكر الضال، ولنا في رسول الهدى - عليه الصلاة والسلام - أسوة حسنة؛ فقد كان إذا حزبه أمر أو أراد نقاش موضوع ما، فإنه إما أن يخاطب الناس بشأنه بعد الصلاة أو يأمر من ينادي في الناس؛ فيجتمعوا في المسجد عنده - عليه الصلاة والسلام -، ثم يقوم بتوجيه الأمة وتربيتها والأخذ بها إلى ساحل النجاة وبر الأمان.

خادم الحرمين ودورات الخطباء

ويضيف عن دور المساجد في محاربة الفكر الإرهابي الشيخ فيصل المخيمر (إمام وخطيب جامع برفحاء) قائلاً: المسجد له دور بارز في محاربة الإرهاب؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أول عمل قام به لما دخل المدينة النبوية مهاجراً قام ببناء مسجده، وكل ذلك يبين لنا أهمية المساجد وفاعلية دورها؛ فقد أضاف الله - جل وعلا - المساجد إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال؛ فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. والإرهاب يندحر لما يواجه عمار المساجد عمارة حسية ومعنوية لماذا؟ لأنهم تربوا في المساجد على محاربة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه من سفك للدماء المعصومة وتخريب للممتلكات وقتل للأبرياء وتدمير للوطن والمواطن ومحاربة كل من يسيء إلى الدين الإسلامي بالقول أو بالفعل؛ فالمساجد بدورها الفاعل تربيهم على أن يأخذوا العلم عن العلماء الصادقين المخلصين وتربيهم على أن يجتنبوا الأفكار الشاذة المنحرفة البعيدة عن الكتاب والسنة، وتربيهم على أن هذه البلاد المباركة تنفذ شرع الله وتقيم حدوده على كل من يهدد أمن هذا البلد واستقراره، وتربي شبابنا على ألا ينساقوا وراء كل ناعق ضلاله؛ ومن هنا أنادي كل إمام مسجد وخطيب ومن له صلة ببيوت الله أن يفعل دور المسجد حياً جلياً في حيه وفي مجتمعه وفي محافظته وأمته.

وقال الشيخ المخيمر مختتماً: مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله؛ فأشكر الله أولاً وأخيراً ثم أشكر خادم الحرمين الشريفين على توجيهه بإقامة دورات للأئمة والخطباء تابعة للمعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة بالمدينة المنورة تخدم مدن ومحافظات المملكة، وذلك بهدف الارتقاء بالأئمة والخطباء وتفعيل أدوارهم وخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم وأمتهم، وكان لي شرف المشاركة - بحمد الله - في هذه الدورات، وقد استفدت منها استفادةً عظيمةً ليس هذا مقام إيرادها. وقد ذكرتها في مداخلة لي في برنامج على الهواء في إذاعة القرآن الكريم عند الحديث عن الفوائد المستقاة من هذه المعاهد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد