Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/02/2009 G Issue 13286
الخميس 17 صفر 1430   العدد  13286
ملك الإنسانية والأوسمة التقديرية
عبدالله محمد الهزاع *

 

تتميز حياة القادة البارزين للأمم بإشراقات في جوانب محددة، وتأتي شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فريدة في تميزها بإشراقات في جوانب متعددة، فقد تميز في رؤيته الاقتصادية، ممثلاً ذلك في تأسيس المجلس الاقتصادي الأعلى وإنشاء المدن الاقتصادية والمراكز المالية والإجراءات المتزنة لمواجهة الأزمة المالية العالمية. كما حظيت الثقافة والتعليم باهتمام بالغ في توجهه، فجاءت النهضة العلمية جانباً مشرقاً آخر في حياته، فازداد عدد الجامعات إلى أربعة أضعاف مع تطوير نظام وهيكلة التعليم العالي وفتح باب واسع للبعثات والمنح الدراسية في مختلف التخصصات، كما نال التعليم العام نصيبه من اهتمامه - رعاه الله - فكان برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم العام استثماراً لمخرجات التعليم لتعزيز التنمية الوطنية، وتأتي مؤسسة الملك عبدالله ورجاله لرعاية الموهوبين أنموذجاً فريداً للعناية بالعقول الفذة المتميزة لتوفير البيئة التعليمية المتناسبة مع تلك القدرات لخلق نخبة من العباقرة للإبداع في مجال البحث والاختراع.

أما الجانب السياسي فقد أجمع العالم على ما تميز به خادم الحرمين الشريفين من حكمة متميزة في التعامل مع المواقف السياسية إقليمياً ودولياً خففت من حدة التشنجات السياسية وفتحت باب الحوار المبني على الاحترام المتبادل وتقديم المصالح على المخاطر، فجاءت مبادراته للإصلاح بين المتخالفين في عددٍ من الأقطار، وفي طرح حوار الثقافات بديلاً لمنهج الصراع ورادعاً لظاهرة العنف والإرهاب، وليس أبلغ من خطابه، التاريخي الذي أدلى به في المؤتمر العربي الاقتصادي الأول المنعقد في الكويت.

وتتجلى الإنسانية في شخصية خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - فقد رفع راية الحرب على الفقر والمجاعة والبطالة، فعلى المستوى الوطني صدرت أوامره الكريمة باتخاذ عددٍ من الإجراءات التنظيمية والإدارية وإنشاء صناديق ومؤسسات متخصصة لهذا الغرض، وخارجياً سجلت المساهمات الإنسانية السعودية الأبرز على المستوى الإقليمي والدولي، فلا تخلو قارة من قارات العالم إلا ويوجد بها شاهد أو أكثر من العطاء الإنساني السعودي بحسب حجم الاحتياج والمعاناة الإنسانية، فمنها مساعدات عاجلة ومنها برامج تنمية مستدامة، وقد استحقت المملكة بجدارة وإنصاف اسم (مملكة الإنسانية) وأصبح العالم ينعت خادم الحرمين الشريفين (بملك الإنسانية)، والمطلع على توجه المملكة للمساعدات الخارجية يجد أنها ذات طابع إنساني بحت معيارها الوحيد رعاية الإنسان كل إنسان فقط، فقد احتضنت مستشفيات المملكة عدداً من الأطفال السياميين من مختلف أنحاء العالم وكانت العناية بهم موحدة وبأعلى درجاتها، كما تحتضن الآن مستشفيات المملكة عدداً من الإخوة الأشقاء من سكان غزة الذين كانوا ضحايا للآلة العسكرية الإسرائيلية، وكان لي شرف زيارة العديد منهم وهم يرقدون في أفضل المستشفيات بل وفي غرف خاصة ومتميزة وإلى جانبهم مرافقوهم، وهم يعانون إصابات جسدية شديدة وخطيرة علاوة على الآلام النفسية لمعاناة الحرب بفقدانهم زوجاً أو ولداً وأباً فقد أطلعني أحدهم على قائمة تحوي 28 اسماً استشهدوا من عائلة واحدة يكبرهم رجل مسن عمره 80 عاماً ويصغرهم طفل عمره سنتان. إذاً كيف يمكن إحصاء الجهد الإنساني لخادم الحرمين الشريفين، هل باستعراض البرامج القائمة حالياً في دول عدة، أم في استقبال المحتاجين إلى الرعاية في داخل المملكة، أم بالمساهمات المالية والتي آخرها حتى إعداد هذه المقالة إعلان ملك الإنسانية - حفظه الله - بتقديم مليار دولار لصالح معالجة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وقد سبق تقديم 500 مليون لصندوق القدس ومثلها لبرنامج الغذاء العالمي ومثلها أكثر وأكثر مساهمات إنسانية متنوعة، إذاً ليس من المفاجآت أن تمنح لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز الأوسمة والجوائز تقديراً لجهوده الإنسانية، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي منحه جائزة مكافحة الجوع لعام 2008م، كما تشرفت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أن قدمت لخادم الحرمين الشريفين قلادة أبي بكر الصديق من الطبقة الأولى تقديراً لجهوده الإنسانية، والقائمة تطول لو استعرضنا الأوسمة والجوائز المقدمة تثميناً لجهوده - رعاه الله - في خدمة الإنسانية. والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وهي تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة إذ تثمن له - حفظه الله - جهوده الإنسانية وتفخر بتثمين العالم لهذه الجهود، جعلها الله في موازين حسناته وأمده بنصره وتوفيقه وحفظ للمملكة أمنها واستقرارها لتبقى دوماً مملكة الإنسانية.

* الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد