Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/02/2009 G Issue 13291
الثلاثاء 22 صفر 1430   العدد  13291
جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب
د. خليل إبراهيم السعادات

 

ليس مستغرباً أن ينال أحد أبناء الوطن من منتسبي جامعة الملك سعود جائزة اللغة العربية والآداب المقدمة من هيئة جائزة الملك فيصل العالمية خاصة في ظل الرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للعلم والعلماء، فتكريم العلم والعلماء من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقد كرم الخلفاء والسلاطين المسلمون العلماء والمفكرين على مر العصور فسادت حضارتهم وأضاءت الدنيا ووصل نورها إلى ما حولها من الأمم التي كانت تغط في ظلمات الجهل والتخلف، وازدهرت حركات النقل والترجمة والتفكير والاستنباط وتقدمت علوم الطب والفلسفة والرياضيات والفلك واللغات بشكل لم يكن مسبوقاً أو معهوداً في تلك العصور ونشأ عن ذلك حضارة إسلامية عالمية أجبرت غيرها من الأمم على القدوم إليها للتعلم منها والنهل من مناهلها الواسعة.

إذاً ماذا يريد العالم والمفكر والباحث حتى يبدع وينتج، يريد بيئة صحية علمية سليمة تشجعه على البحث العلمي وعلى الإبداع والابتكار وإدارة تبذل بسخاء على المشاريع العلمية البحثية ذات المردود العملي والتطبيقي على المجتمع وعلى المجال العلمي والتخصصي، ويريد توفير كافة الإمكانات والوسائل والأدوات والتسهيلات اللازمة للإنتاج والإبداع والاختراع والاستنباط سواء في المجالات العلمية أو المجالات الأدبية والإنسانية النظرية، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع مثل مشرق على القدرات التي يمتلكها الباحث والعالم والأكاديمي السعودي إذا توفرت له الإمكانات والوسائل والتسهيلات المناسبة للإبداع والتميز.

وربما لم تكن هذه الأموركلها متوفرة لسعادة الدكتور المانع ولكن بجهده وعلمه وقدراته البحثية استطاع أن ينال هذه المرتبة الكبيرة وهذه الجائزة القيمة، وأعتقد أن بجامعة الملك سعود وبقية الجامعات السعودية قدرات وطاقات بشرية على مستوى عال من التأهيل والتمكن العلمي يجعلهم مؤهلين للحصول على عديد من الجوائز العالمية إذا توفرت الوسائل والإمكانات التي ذكرت سابقاً وغيرها من الأمور التي تساعد على تطور البحث والإنتاج العلمي، وكما أنه ليس مستغرباً أن ينال أحد منتسبي جامعة الملك سعود هذه الجائزة العالمية فليس مستغرباً أن تكرم جامعة الملك سعود الدكتور المانع وتخصص كرسي بحث باسم سعادته في مجال اللغة العربية وآدابها ويكون مشرفاً عليه، وتمنح سعادته الميدالية الذهبية للجامعة وتخصيص مكافأة مالية لسعادته فهكذا يكون تكريم العلم والعلماء من أبناء الجامعة، نقدم التهنئة لزميلنا سعادة الدكتور المانع ونهنئ أنفسنا ونهنئ جامعة الملك سعود بهذا التميز الذي يعد تقدماً وتميزاً للمجتمع السعودي، وعلى الله الاتكال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد