Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/02/2009 G Issue 13291
الثلاثاء 22 صفر 1430   العدد  13291
أضواء
تصنيف مخادع
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

أحسب الذي أرسل لي رداً عبر الإيميل، مكنِّيني بـ(أبا عبدالعزيز)، قد صنفني تصنيفاً غير علمي ولا مهني، فقبل كل شيء، ليس من طبيعة الكتّاب الصحفيين أن يكونوا مع هذا المعسكر أو ذاك، ولا يجوز للصحفي؛ كاتباً أو محرراً أن يكون متحزباً لجهة أو لحزب أو لجماعة، بل يكون منحازاً لوطنه دون تعصُّب ولا شوفنية ولا عنصرية، فهذا واجبه، وأن يكون مسانداً للحق والحقيقة فهذا عمله، أمّا أن يوظف قلمه لاجتهادات سياسية قد تكون صحيحة، أو خاطئة، فهذا ليس من مهام عمله، عليه أن يشرح ويوضح ويحلل، ويقارن بين فرص تحقيق الحلول وانعدامها، أما أن يقلب الحقائق ويعتسف الواقع لخدمة أفكار تروج لها جماعات سياسية أو أحزاب بعينها وأنظمة تسلقت لسدة الحكم بوسائل غير شرعية، فهذا خيانة للمهنة وتدنيس للقلم الذي يكتب به.

ولهذا فيا صديقي الذي نعتني بـ(المعتدل) وكنيتني بأبي عبدالعزيز، وهي كنيتي التي أعتز بها، لأن ابني الكبير هو عبدالعزيز، ونحن ورثة العرب الأقحاح نفتخر بأبنائنا ونحرص على تسميتهم بآبائنا وأجدادنا، وعبدالعزيز يحمل دلالات كبيرة لا تخفى عليك يا صديقي ويا أخي الفلسطيني الذي توضح انتماءك الوطني والذي أعتز به، فالتمسك بكنية (أبو عبدالعزيز) تظهر أننا سعوديون متمسكون بربّ العزة، وكلنا عبيد للعزيز الحكيم.. ومثل هؤلاء لا يفرطون بحق، ولا ينحنون لغير رب العزة.. العزيز الحكيم.

في مضامين ردك الذي أشعرني بالفخر لأن هناك من يقرأ لي.. شعرت أنك صديق وقريب لي.. على الأقل بفكرك وروحك.. لتمسكك بالحق الفلسطيني وصمودك.. الذي هو صمودي أيضاً للدفاع عن حقوقنا المغتصبة في فلسطين.

وهكذا، يا صديقي لا اختلاف بيننا، وإذا كنت تعترض على ما أتناوله من تحليل وتقديم حقائق الأوضاع المبنية على تفسير للمواقف والأحداث محاولاً وصفها في سياقها من خلال مقاربتها للأوضاع الدولية والكيفية التي توظفها لخدمة قضايانا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية بعد قراءة متمعنة للمواقف الدولية والإقليمية، وتسمي هذا (اعتدال) فلا اعتراض لديّ على هذه التسمية لأني فعلاً معتدل في نظرتي للأمور، كل الأمور، وليس المواقف السياسية فقط. التي يجب أن نتعامل معها بتروٍّ وبفهم وبعد أن نقرأ كل المواقف الدولية سواء من قبل القوى الإقليمية القريبة منا، أو القوى الدولية البعيدة عنا، ولا يصلح أن ننجرَّ إلى الأصوات المرتفعة والشعارات الفارغة لمجرد ادعاء أصحابها بأن مواقفهم تخدم مصالحنا، والتي هي في الحقيقة خدمة لمصالحهم.. وهذه لا تحتاج إلا إلى قراءة متمعنة ومقاربة لما يجري على مسرح الأحداث الدولية والإقليمية، والعبرة في المحصلة النهائية لنتائج الأفعال، وإذا كانت تغريك أو لنقل تخدعك مواقف من تسميهم بقوى الممانعة لمجرد رفعهم لشعارات تدغدغ أحلام العامة، فإني أستشعر أن التعامل المدروس والمبني على قراءة صحيحة، ولما يطرح ويتخذ من مواقف هو الذي يقرب الفلسطينيين من أهدافهم.. الفلسطينيون الذين يعيشون في غزة والذين دفعوا ثمناً كبيراً في مواجهة عدو ظالم يحتل أرضهم، ومدعي صداقة خادع عواطفهم، وفرق بين صفوفهم مقسماً إياهم بين معتدلين.. وممانعين.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد