Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/02/2009 G Issue 13291
الثلاثاء 22 صفر 1430   العدد  13291
حزن يعترينا على موت الضمير
الشيهانة صالح العزاز

 

خمسة أولاد يقضى على ضحكاتهم في دقائق والذنب الوحيد كونهم في سيارتهم عائدون لمنازلهم وكتبهم ليكملوا ما تبقى من الامتحانات بعد لعبة (بولنج) ليلة الخميس.

أم لثلاثة صغار تركتهم وحدهم بعد أن قتلت بسيارة مسرعة وهي عابرة سيراً على الاقدام.

حزن التف بأرجاء الرياض، بيوت الأسر اكتظت بالمعزين، وجدران المقابر اهتزت من نحيب الرجال.

تتعدد الصور ويرتفع حصاد الأرواح وما زال الضمير في سبات.

في الاسبوع الماضي وقبل هذه الوقائع الأليمة كنت قد شاهدت فيلم (سفن باوندز) Seven Pounds الذي تدور أحداثه حول رجل ثري وقع في تأنيب الضمير نتيجة تسببه في حادث غير متعمد قتل على اثره زوجته وستة آخرين فقرر أن يكفر عن خطأه بعمل الخير لمن يستحق، فكرس وقته وجهده للعمل بين الناس بحثاً عمن وقع عليه بلاء في صحته أو ماله أو أمنه، فأعطى منزله هبة لأم وأطفالها المهددين وتبرع بأعضائه لكل حسب حاجته: نخاع شوكي لطفل مريض بالسرطان، عيناه لموسيقار أعمى، قلبه لامرأة كان يهدد حياتها قلبها الضعيف، ورئته لأخيه حتى لم يبق له إلا روحه التي ذهبت لبارئها عندما اختار العطاء على البقاء!

هذه أفعال بطل من نسج الخيال وإن كنا نختلف معه أو نتفق إلا أنه أراد لنا أن نشاركه صحوة الضمير وسر السعادة في عظمة العطاء.

أغلى ما نملكه هو هذا الضمير الإنساني الذي إن قتل فينا لم يعد للحياة قيمة فلنسرع في إنقاذ مجتمعنا من موت الضمير قبل أن يحصد المتهورون ما بقي من الأرواح.

azzaz@dunclm.org.uk



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد