Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/02/2009 G Issue 13291
الثلاثاء 22 صفر 1430   العدد  13291
هذرلوجيا
كلٌّ يصلح قمره
سليمان الفليح

 

كنا كثيراً ما نعلق على أحد الأصدقاء الظرفاء: بأننا لم نسمع قط عن (دريول) يصطدم موتره بموتر (دريول) آخر في الصحراء!!

إذ كنا نرى أن هذا الحادث الغريب العجيب يكشف عن (دلاخة) وغباء ما بعده غباء، وكنا حينما (نشخِّص) الحادث نقول له: الحق على السائق الآخر لأنه يعرف مقدار غبائك فلماذا لم يهرب عنك في الصحراء؟ وكنا نقرن هذا المشهد المضحك بحكاية ذلك الرجل الثمل الذي اصطدم - ماشياً - بعمود الكهرباء وشج العمود رأسه، وحينما جاءت الشرطة قال لهم: (الحق عليكم) لماذا لا تربطوا العمود وتتركونه يصطدم بخلق الله؟، وكنا نضيف من (عندياتنا) أنه حينما ذهب ليسجل الحادث في المرور قال له الشرطي المناوب: الحق ليس عليك، بل على أمريكا التي تصدر سياراتها الفخمة للعالم الثالث دون أن تعلم أنه يقودها أمثالك!!

ونحن هنا اليوم أمام مشهد آخر أكثر غرابة من مشهد صاحبنا (الدلخ) اياه، لأنه يكشف دلاخة حتى العالم المتقدم إن لم تفق دلاخته دلاخة صاحبنا، إذ ذكرت وكالات الأنباء أن قمراً أمريكياً اصطدم بقمر روسي في الفضاء الرحب، ولكن الفرق بين الحادثين أن حادث الصحراء لم يعلم به أحد سوى المتصادمين، ولكن حادث الفضاء سيكون أمام خلق الله كلهم وسيكون الناس هم المحقق في الحادث، فروسيا تقول إن قمرها كان خارج الخدمة - أي عطلان - وأمريكا تقول ما دامه عطلان فلماذا لا تسحبه روسيا (بسطحة) فضائية وتبعده عن طريق أقمار خلق الله، ولكن روسيا بالطبع سترد وهل بالقمر الأمريكي (عماء) ليغير مساره وهو يرى قمرنا ال(أكبر من جبل في الفضاء) وبالطبع سيطول النقاش حتى تحضر دورية مرور فضائية تابعة للأمم المتحدة لتقرر الحق لصالح من؟!

ولأن الأمم لا تملك مثل هذه الدورية الفضائية فلسوف تلجأ كعادتها إلى أمريكا وتستعمل قمراً بمثابة دورية للتحقيق في الحادث المروري الفضائي وستقول بالطبع الحادث وشفناه والتقرير كتبناه وكل يصلح قمره أنت (توحي، توحي؟!)

***

بالطبع نحن نتمنى أن يسفر التحقيق عن هذا الصلح لأنه ان لم يحدث ذلك فستقوم كل دولة فضائية باختطاف قمر الأخرى، وستسود العالم (حنشلة) فضائية ربما تفضي - لا سمح الله - إلى قصف تلك الأقمار ولسوف تتساقط شظاياها على سكان الكرة الأرضية، وليس لنا نحن العرب إذ ذاك إلا أن (نتذرأ) بأيدينا لحماية رؤوسنا لأننا لا نملك وسيلة أخرى!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد