Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/02/2009 G Issue 13293
الخميس 24 صفر 1430   العدد  13293
المنشود
ابكوا كثيراً ولا تخجلوا!!
رقية سليمان الهويريني

 

لا تبك كالنساء! هذه المقولة تتردد على أسماع أبنائنا الذكور، بينما توصي السيدات بعضهن بالبكاء برغم أن المرأة ليست بحاجة للتوصية لكونها أصلاً كثيرة الدمع، مرهفة الإحساس.

ولو أدرك الرجال حكمة النساء لاتخذوا مكاناً مكشوفاً ليبكوا فيه ما طاب لهم البكاء، لا سيما حين يعلمون ما توصلت له دراسة طبية حديثة كشفت بأن البكاء يعطي تأثيراً مهدئاً، كالتنفس تماماً، لتحريضه هرمون البرولاكتين على الإفراز كرد فعل على التوتر أو الحزن.

وللبكاء فوائد كثيرة ، فبكاء المولود مؤشر على سلامة سمعه، كما أنه يطيل العمر وينقذ من الضغط العصبي , وفيه يتخلص الجسم من السموم بنسبة عالية. حيث يؤكد العالم الأمريكي آرثر فرونك أن حبس الدموع يعني التسمم البطيء , فالدموع فضلاً أنها تغسل العيون فهي تخرج المواد السامة من الجسم. ولأن المرأة لديها استعداد فطري للبكاء وبه تتخلص من السموم فإنها تعيش عمراً أطول من الرجل، وينصحها العالم الأمريكي بألا تحاول كبت دموعها أو تؤجل البكاء عند مواجهة أية مشكلة، فبالبكاء تفرِّغ المرأة الشحنات السامة التي تحدثها التوترات العصبية والانفعالات المتعددة التي تمر بها بصفة دائمة خاصة بعد خروجها للعمل ومواجهتها الضغوط في المنزل وخارجه. وتشير الإحصائيات إلى أن النساء يجهشن بالبكاء بصوت مسموع نحو 64 مرة في السنة، بينما يبكي الرجال حوالي 17 مرة فقط في السنة.

وأوضح الأطباء أن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب ويعد تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين ويعيد التوازن لكيمياء الجسم. فبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة دقات القلب إلى طبيعتها وتسترخي باقي العضلات مما يُشعر المرء بالراحة فتكون نظرته لمشاكله التي تؤرقه وتقلقه أكثر نقاء ووضوحاً. وأظهر العلماء أن الأشخاص الذين يبكون ويجدون دعماً اجتماعياً تتحسن حالتهم ويصفو مزاجهم، لتخطيهم الشعور بالتوتر.

والبكاء مفيد للصحة، بحسب نوعية المواقف التي تدفع لذرف الدموع. فلابد من التفريق بين الدموع التي تنهمر عند تقطيع البصل وبين حصول موقف مثير للبكاء، فالأولى تحافظ على نعومة العينين ورطوبتهما، وتطرد منهما الشوائب والمواد الدخيلة، أما الدموع التي تُذرف نتيجة لموقف عاطفي انفعالي، فإنها أغنى بالبروتينات كونها مشوبة بالعاطفة. والدموع تساعد على العلاج النفسي سواء كانت دموع فرح أو حزن.

وأعجب الدراسات هي التي أفادت بأن الدموع تعالج العقم! حيث توصل أستاذ أمراض النساء والولادة بطب عين شمس الدكتور علي فريد إلى طريقة جديدة تسْتخدم الدموع لأول مرة في تاريخ الطب لعلاج العقم، فأشار إلى أن الهرمونات عالية التركيز موجودة في الدموع. وقد استخدمت لعلاج حالات الإجهاض المتكرر مجهول السبب، ولزيادة فعالية غشاء الرحم، وكذلك مرض البطانة الرحمية المهاجرة. وتم علاج ثلاث حالات, إحداها عند سحب البويضة , واثنتين عند نقل الأجنة , وجار استخدام الدموع لعلاج العقم الذي تسببه الالتصاقات الحادة داخل الرحم ، مؤكداً إمكانية حقن المبيض بالدموع، وكانت النتيجة مشجعة جداً، وهي طريقة جديدة بأن يعالج الجسم نفسه ذاتياً.

إذاً.. ابكوا ولا تخجلوا لتكونوا أيها الرجال أطول أعماراً، والنساء أكثر إخصاباً!

Rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد