Al Jazirah NewsPaper Monday  23/02/2009 G Issue 13297
الأثنين 28 صفر 1430   العدد  13297
إنها الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين
عبدالله محمد الهزاع*

 

حين صدر التنظيم بتحديد مدة ولاية الوزراء ونواب الوزراء ومن يشغلوا المرتبة الممتازة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ما لم يرَ ولي الأمر مصلحة توجب غير ذلك، أحدث هذا التنظيم ارتياحاً كبيراً لدى قيادي الأجهزة الحكومية كما استبشر به المواطنون، إيماناً من الجميع بأن عجلة التطوير تحتاج في بعض الأحيان تغيير قائد دفة العمل لتلك العجلة وبدرجة أكبر في الأجهزة الخدمية، وهذا لا يعني بالضرورة عدم كفاءة المسؤول السابق ولكنه تنويع الخبرة والمهارة القيادية، فمؤسسة العمل هي أشبه بالجسم البشري يسحب منه دم صالح لتبدأ مرحلة تجديد ونشاط، وإن الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت متضمنة إحداث تشكيل في عدد من أجهزة القطاع الحكومي إنما يسير في التوجه نحو التطوير ورفع كفاءة الأداء ويضاف إلى ذلك النقلة النوعية لجهاز القضاء، إنها الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين -أيده الله-.

ولأن وزارة الصحة وهي تحظى بالاهتمام والعناية من القيادة الرشيدة كونها من أهم الأجهزة الخدمية التي ترتبط بها حياة الإنسان منذ تكوينه في رحم أمه مروراً بفترة الحمل والوضع والإرضاع إلى الطفولة ثم الشباب، فالشيخوخة وحتى استكمال العمر الذي كتبه الله له، فإن وزارة الصحة تتحمل مسؤولية عظيمة، ووزيرها علاوة على مسؤوليته الكاملة عن تأدية رسالة الوزارة فإنه مسؤول عن أداء القطاع الصحي بكامله على مستوى الوطن من حيث التنظيم وتطبيق السياسة الصحية للمملكة، فهو يترأس مجلس الخدمات الصحية، ومجلس الضمان الصحي التعاوني، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وعضو في كثير من المجالس الإقليمية والدولية ممثلاً للقطاع الصحي في المملكة وناقلاً لهمومه ومقدماً لرؤيته ومتطلباته وتطلعاته. فوزارة الصحة التي ينتسب إليها ما يربو على 160 ألف موظف موزعين على ديوان الوزارة وأكثر من مائتي مستشفى وألفي مركز صحي، ونسبة ليست بالقليلة من منسوبي الوزارة يحملون جنسيات مختلفة وثقافات ولغات متعددة. فالوزارة في هذه الجزئية تعتبر أكثر تعقيداً في تركيبتها من أي جهاز خدمي، ويأتي التعامل مع الحالات الطارئة أمراً آخر يزيد من عظم المسؤولية وحساسية أداء العمل، فالخدمات الصحية تقدم على مدار الساعة وطوال العام ويؤديها إلى جانب الموظفين السعوديين موظفون من مختلف دول العالم، وحسبي -من هذه المعطيات- بأن وزارة الصحة بحاجة إلى نائب للوزير يحمل عنه بعضاً من المسؤوليات ويتيح للوزير شيئاً من الوقت للتركيز على التخطيط والتطوير إلى جانب إشرافه العام على الخدمات الصحية. فلنرفع لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خالص الشكر والتقدير على حسن الاختيار لقيادة وزارة الصحة حيث يشهد الجميع للوزير بالكفاءة والقدرة والإخلاص.. ولندعوا لمعالي وزيرها الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بالمزيد من العون والتوفيق.

الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد