سُمي مرض الزهايمر (الخرف المبكر) باسم العالم الألماني ألويس الزهايمر Alois Alzheimer الذي اكتشفه عام 1906، وهناك 4.5 مليون مصاب بهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية، وعادة ما يتوفى المريض في فترة 8 سنوات من تشخيص المرض وفي بعض الحالات عاش المرضى حتى 20 عاماً من بعد التشخيص.. وقد وصف مكتشف المرض وجود رقع أو لويحاتplaques حول خلايا المخ، وتشابكات أو كتلtangles داخل خلايا وذلك عند الفحص المجهري لأنسجة المخ، وما زال هذا الوصف حتى الآن كأنه هو السمة المميزة لهذا المرض.. التقينا الدكتور مصطفى صيام استشاري أمراض المخ والأعصاب.

التقدم في العمر من أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض

* د. مصطفى، سمعنا أن مرض الخرف يصيب كبار السن فهل هذا صحيح.. وما هى أسباب مرض الزهايمر؟

- نعم.. فإن معظم المصابين بالخرف هم من كبار السن.. أما بخصوص الأسباب فإنه لم يتمكن العلماء من التعرف حتى الآن على السبب الواضح والمباشر لهذا المرض، لكن نتيجة للأبحاث المستمرة لما يقرب من 15 عاماً تمكنوا من التعرف على مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تتضافر لتؤدي في النهاية إلى مرض الزهايمر.. ومن أهم هذه العوامل التقدم في العمر: وهو أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، حيث إن غالبية المرضى يصابون به بعد سن الخامسة والستين، وتزداد فرصة المرض بنسبة الضعف كل خمسة أعوام تالية لهذه السن حتى تصل إلى نسبة 50% عند سن 85.. والعوامل الوراثية حيث إن فرصة حدوث المرض تزيد عند الذين أُصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.. والأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية الموجودة في المخ، وإصابات الرأس الخطيرة تزيد من فرص الإصابة بالمرض وكذلك الإصابة بمرض السكري.

* حدّثنا دكتور عن أعراض مرض الزهايمر وعلاماته؟

- في الشخص السليم تنتقل الإشارة العصبية خلال الخلايا العصبية السليمة ومن خلية إلى أخرى من خلال الموصلات العصبية الكيمائية.. بينما في مرض الزهايمر فإن مناطق من نسيج المخ يحدث بها تلف وبالتالي فإن بعض الإشارات لا تصل مما يسبب ظهور أعراض المرض.. وتبدأ الأعراض بتناقص في الذاكرة مع عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية ثم اضطراب في الحكم على الأشياء وأحياناً التوهان وأيضاً بعض التغيرات في الكلام مثل: صعوبة استدعاء الكلمة مع القدرة على ترديدها وإدراك معناها والفقدان المتزايد للقدرة على الكلام).. كما تحدث بعض التغيرات في الشخصية وهذه التغيرات تختلف في سرعة ظهورها وتقدمها من شخص لآخر، ويفقد المصابون بالزهايمر القدرة على التعرف على الأماكن، أو من يحبونهم، ولا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم كما أن المرض يستمر بين ثماني إلى عشر سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به قد يموتون في مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لفترة 20 عاماً.

وفي العادة فإن الأطباء يتحدثون مع المريض للتعرف والتأكد من وجود خلل في الإدراك cognitive impairment أو تغيرات في الكلام language dysfunction، كذلك فإنهم يتحدثون مع الملاصقين للمريض كما يهتمون بالتعرف على أي خلل بالذاكرة والمشاكل المتعلقة بالنشاط اليومي مثل الطبخ والتنظيف والتصرف في النقود والضياع والحيرة أو تشوش الذهن والعناية بالأمور الشخصية.

ويُعتبر هذا المرض أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بخلل عقلي شديد dementia ويسبب خللاً شديداً بالإدراك والتصرفات مما يؤثر على التواصل الاجتماعي وقدرات العمل.

* كيف يتم تشخيص مرض الزهايمر؟

- يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات.. وقد يحتاج الأطباء لبعض التحاليل المعملية.. كما يطلب الأطباء صور الأشعة المقطعية وصور الرنين المغناطيسي للمخ brain MRIs or CT scans التي تظهر ضمور المخ.

* ما هو علاج مرض الزهايمر؟

- للآن لا يمكن للعلاج أن يساعد على الشفاء من المرض بصورة قطعية أو إيقاف تطور المرض ولكن العلاج يلطف من الأعراض علاوة على أن توفير الخدمة الجيدة للمريض ودعمه يجعل الحياة أحسن.. ومع أن أغلب ما عُرف عن هذا المرض كان خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة إلا أن هناك جهوداً متسارعة وموسعة لمعرفة المزيد عن المرض ومتابعة الأبحاث لإيجاد طرق أحسن لعلاجه وتأخير ظهوره ومنع تطوره وهناك محاولات جادة لتطوير لقاح لهذا المرض يمنع الإصابة به.