Al Jazirah NewsPaper Monday  23/02/2009 G Issue 13297
الأثنين 28 صفر 1430   العدد  13297
شلل الأحبال الصوتية أسبابه وطرق علاجه

 

قد يؤدي شلل الأحبال الصوتية إلى تغيير في الصوت ويتشابه الشلل الصوتي مثله مثل أي شلل يحدث في أي عضو من أعضاء الجسم البشري، وذلك عندما يصاب العصب المغذي والداعم لحركة العضلة بأي إصابة يؤدي ذلك إلى شلل الحركة لهذه العضلة وهذا ما يحدث في الحبال الصوتية، حيث إنها تتغذى بالعصب الحنجري الأيمن والأيسر، وقد يصاب هذا العصب بتلف لعدة أسباب مما يؤدي إلى شلل حركة الحبل الصوتي.

أسباب شلل الحبال الصوتية

أولا: جراحة استئصال الغدة الدرقية فقد يصاب بعض الأشخاص بتغير في الصوت مباشرة بعد إجراء عملية استصال الغدة الدرقية. وقد تكون البحة في الصوت مؤقتة لفترة قصيرة أقل من 6 أشهر ويكون ذلك نتيجة خمول مؤقت في العصب المغذي للحبل الصوتي وهذه الحالات يتحسن فيها الصوت بمرور الوقت وقد يحتاج المريض لجلسات العلاج الصوتي.

وقد يكون الشلل دائماً فذلك عندما تستمر البحة من 6 أشهر فأكثر وهذا قد يكون ناتجاً من خمول في العصب بشكل دائم أو أن يكون العصب المغذي للحنجرة قد تم قطعه خلال العملية. وهذه الحالات تستدعي العلاج الصوتي والتدخل الجراحي.

ثانياً: أورام الغدة الدرقية والقصبة الهوائية والرئة وأورام المريء والبلعوم والغدد اللمفاوية.

ثالثاً عمليات القلب وإصلاح فقرات العنق.

رابعاً قد يكون السبب مجهولاً وتتبع الإصابة بالشلل حالات الأنفلونزا حيث قد يكون الشلل بسبب فيروس ويخضع هؤلاء المرضى لعدة فحوصات لمعرفة سبب الشلل وفي حالة كانت جميع الفحوصات سليمة يكون السبب مجهولاً.

ويقوم الطبيب بتنظير الحنجرة وتحديد الجهة المصابة بالشلل. ولتوضيح ذلك لابد من معرفة أنه في الحالة الطبيعية تلتقي الحبال الصوتية في المنتصف وتتلامس تماماً خلال الكلام لكن في حالة شلل الحبال الصوتية يكون الحبل الصوتي المشلول لا يتحرك إلى المنتصف وينتج عن ذلك وجود مسافة ما بين الحبلين الصوتيين خلال الكلام وينتج بذلك الصوت المبحوح الضعيف.

يقوم الطبيب المعالج بتحديد المسافة ما بين الحبلين الصوتيين ويضع خطة العلاج فإذا كانت المسافة قصيرة ما بين الحبلين الصوتيين يبدأ المريض العلاج والتدريبات الصوتية مع أخصائي التخاطب لكن في حالة عدم تحسن الصوت يعود المريض إلى الطبيب المعالج حتى يتم التدخل جراحياً كما هو الحال في الحالات التي تكون فيها المسافة ما بين الحبال الصوتية كبيرة.

طرق علاج الأحبال الصوتية

الهدف من جراحة هذه الحالات هو تقريب المسافة ما بين الحبلين الصوتيين حتى يتلاقوا في المنتصف وذلك بعدة طرق:

الطريقة الأولى: حقن الحبل الصوتي المشلول عن طريق المنظار بمواد مختلفة من المريض نفسه (الشحم أو مواد أخرى خارجية). وبذلك يحرك الحبل الصوتي المشلول للمنتصف ويسمح باقترابه من الجهة المقابلة وبذلك يتحسن الصوت للطبيعي ولابد أن يدرك المريض أن المواد التي يتم حقنها يقوم الجسم بامتصاصها على فترات مختلفة مما يعني أن المريض قد يحتاج للحقن مرة أخرى.

الطريقة الثانية : توسيط الحبل الصوتي وتجرى هذه العملية في حالات شلل الحبال الصوتية الدائم وهذه العملية تستدعي إجراء نافذة (فتحة) في الغضروف الدرقي بالرقبة في الجهة المشلولة، وتدخل قطعة خارجة (سيليكون) أو غيرها لدفع الحبل الصوتي المشلول إلى المنتصف. ومن إيجابيات هذه العملية أن المادة المستخدمة لا يمتصها الجسم وتبقى لفترة طويلة دائمة.

وأود أن أذكر أن شلل الحبال الصوتية قد يصيب كليتي الجهتين وذلك لأسباب السابق ذكرها لكن في هذه الحالات يعاني المريض ليس بحة في الصوت بل ضيق في التنفس وذلك ناتج عن ضيق مجرى التنفس حيث كما ذكرت سابقاً الحبال الصوتية تقترب إلى المنتصف خلال الكلام وتتباعد عن بعضها خلال التنفس فالذي يحدث في حالة شلل الحبال الصوتية بالجهتين هو فشل الحبال الصوتية بالتباعد لفتح مجرى التنفس. وعند تنظير الحبال الصوتية في هذه الحالات تظهر الحبال الصوتية قريبةً من المنتصف خلال التنفس.

تستدعي هذه الحالات تدخل جراحياً من خلال إجراء فتحة تهوية في القصبة الهوائية في بعض الحالات وتكون مؤقتة حيث أن بعض الحالات يكون الشلل مؤقتاً، ولكن في الحالات التي لم تتحسن مع الزمن لابد من التدخل جراحياً وذلك بإجراء منظار للحنجرة وتوسيع مجرى التنفس وذلك باستئصال الغضروف الموجود في الجزء الخلفي من الحبل الصوت من جهة واحدة عن طريق الليزر بشكل جزئي وبذلك يتحسن التنفس وحينها يمكن الاستغناء عن أنبوب التهوية في القصبة الهوائية وإخراجه.

د. منال بخاري
استشارية الأنف والأذن والحنجرة والتخصص في جراحة الحبال الصوتية والحنجرة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد