Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
الحاسة السادسة.. مسرحية تجلب جمهور كرة القدم
المسلم: المسرح السعودي نجح دون الاستعانة بالعنصر النسائي

 

الجزيرة - نايف البقمي

في لياتها الثالثة وتزامناً مع مباراة النصر والهلال قدمت مسرحية الحاسة السادسة على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، وتوقع الجميع عزوف الجمهور عن هذا العرض وتوجهه إلى ملعب المباراة، بل إن البعض توقع تأجيل عرض المسرحية لنفس السبب، ولكن أصداء العرض التي توالت ليومين من تقديمه جلبت جمهوراً غفيراً تفاعل مع المسرحية وصفق بحرارة في كثير من المواقف الدرامية للعرض. وجذبت الأضواء بتواجد نجوم الكوميديا في الكويت.

مسرحية الحاسة السادسة مسرحية فكاهية اجتماعية ذات بعد سياسي منتهجةً في طرحها الرعب الفكاهي وهو ما انتهجه الفنان عبدالعزيز المسلم منذ سنوات. ناقشت المسرحية عدة قضايا وغاصت في عمق المجتمع الخليجي وما ينتابه من انحلال أخلاقي وفكري وتفرق وابتعاد ومناداة لزمن العفة والتسامح والتعاضد والأخلاق الحميدة، العرض حمل إسقاطات عديدة رأينا غزة جريحةً مشوهه ورأينا المجتمعات العربية التي تتأملها بكل حواسها ولا ينقصها إلا الحاسة السادسة التي بحث عنها المؤلف والمخرج علي العلي طويلاً.

الحاسة السادسة عرض اجتماعي فكاهي سياسي لم يخلُ من الهنات المسرحية ولكنه كان منصحا واعضا في كثير من مشاهدة.

(الجزيرة) كانت حاضرة والتقت بنجوم المسرحية حيث تحدث كاتب ومحرج العمل علي العلي وقال (هذا العرض يختلف عن المسرحيات السابقة التي قدمها الأستاذ عبدالعزيز المسلم فهو عرض مخصص للأسرة الخليجية ويحتوي على الاستعراض والكوميديا والرعب ولمحات بوليسية وتعبير حركي).

وعن الرؤية الإخراجية للعرض قال (إن هناك صورة بصرية من خلال الإضاءة المناسبة والحركة التي تم توزيعها على خشبة المسرح وكذلك الاستعراض والسنوغرافيا بشكل عام)

وأثنى العلي على الجمهور السعودي المتعطش للمسرح وللفن، وشكر أمانة الرياض على فتح الباب للجمهور بالمجان، كما امتدح قاعة العرض ووصفها بالفريدة.

كما تحدث الفنان محمد العجيمي عن دوره في المسرحية (التحقت بالمسرحية بعد تعديل بعض شخوص المسرحية وخصوصا بعد استبعاد العنصر النسائي وامثل دور مدرب استعراض في المسرحية بكرتر مصري يضيف نوع من الفكاهة، والمسرحية بشكل عام تحمل إسقاطات سياسية واجتماعية ويتضح بشكل واضح في قضية غزة وطريقة التكاتف والتعاضد التي يجب أن يكون عليها المجتمع العربي) وعن أسلوب جلب الجمهور بطريقة الإسفاف التي يلجأ لها البعض لجذب الجمهور بأي طريقة قال (اعتقد أن هذا أسلوب خاطئ لا يلجئ إليه إلا من يفتقد الخبرة والموهبة، وفي هذه المسرحية كان هناك خروج عن النص مدروس لإسعاد الجمهور دون الاستفزاز أو الاستخفاف بأي شخص)

وعن تجربته مع مسرح الرعب تحدث الفنان عبدالرحمن العقل (تعتبر هذه المسرحية هي الثالثة لي في مسرح الرعب، ويعتبر هذا النوع جديد على المسرح وله جمهوره ومتابعيه، وأنا لا اعتبره رعب بمعنى الرعب الذي يجلب الخوف والفزع للجمهور ولكنه قد يكون كذلك في ما يصدر من مؤثرات موسيقية قد ترعب الصغار في السن ولكنه نوع جميل قدم الفكاهة والكوميديا الساخرة وطرح قضايا اجتماعية بأسلوب مميز).

وعن هوية المسرح الخليجي قال العقل (لنا هويتنا المسرحية التي تتضح من خلال النقد اللاذع وديموقراطية الكلمة والتكنيك الجميل الذي نقدمه من خلال المهرجانات التي نشارك فيها كخليجيين وحصلنا على العديد من الجوائز في كثير من المناسبات).

وأثنى على الجمهور السعودي الذي وصفه بالمتعاون وتفاجأ بكثافته في الحضور، وتأسف لعدم تقديم تجاربه المسرحية على مثل هذا الجمهور وتمنى أن يقدم في القريب العاجل ما يرضيهم وما يسعدهم.

وفي لقائنا مع رائد مسرح الرعب في الخليج الفنان عبدالعزيز المسلم طرحنا عليه سؤال حول تجربته مع مسرح الرعب فقال (لقد قدمت أربعة عشر عملا من هذا النوع منذ عام 1995م وحتى الآن وبدأ وانطلق مع مشروع تخرجي للبكالوريوس وقدمت رسالة الماجستير كذلك في هذا النوع وهناك دراسات عملت على تجربتي مع المسرح منها على سبيل المثال دراسة الأستاذ عماد عكاري، وأصبح الآن شكل يميز عبدالعزيز المسلم، وقد شاركني فيه عمي المرحوم عبدالرحمن المسلم. وألجأ إلى مسرح الرعب لطرح بعض القضايا السياسية غير المباشرة، وقد ساهمت مسرحياتي في تغيير بعض المشاكل التي نعاني منها في مجتمعنا ومنها على سبيل المثال إلغاء التجنيد في الكويت بعد عرض مسرحية عبيد في التجنيد، ومسرح الرعب يحتاج كحد أقصى إلى مسرح يحتوي على ألف كرسي ليتم إيصال الفكرة وتأثيرها في الجمهور. أما بالنسبة لمسرحية الحاسة السادسة أخذت أكثر من منحنى فقد بدأت بطرح زوجة الأب الثانية وهي رمز لحالة عدم الاستقرار الأسري فينتج عنه ظلم زوجة الأب للطفل الذي يتم حرقة ويصبح مشوها ولا يتم معالجته بسبب الخوف إلى أن يصبح معزولا عن الناس، وهي إسقاط لقضية فلسطين وما يحدث في الوسط العربي من انشقاق وعدم استقرار أمني في ظل عدم وجود الوحدة الوطنية، وهنا يلتقي العرض مع الرمزية في ظلم فلسطين وتشويها ووضعها في عزله عن العالم، فالمسرحية تبدأ بخط اجتماعي إنساني وفيه وهم في الخط الفنتازي وينتهي إلى الخط السياسي، والاسم للحاسة السادسة هنا يطرح تساؤل هل نحن بحاجة إلى حاسة سادسة لنشعر ونحس بما يحدث حولنا وندركه بحواسنا الخمس الأخرى دون أن نغير شيئاً).

وعن عدم وجود المرأة في عرض الحاسة السادسة هل شكل عائقا قال: (أمانة أن هذا لا يشكل عائقا على المسرح وتحديدا المسرح السعودي فقد نجح وقدم الكثير من العروض الجيدة دون وجود للعنصر النسائي، وقد قدمت عدة مسرحيات كان طاقم العمل فيها بأكمله من الرجال وحازت على استحسان وقبول الجمهور، وعن تغييري لعناصر العرض فقد أتى ذلك احتراما لخصوصية المملكة وما تحمله من تماسك ديني واجتماعي يفرض علينا جمعيا احترامه وكذلك تقديرا لأمانة الرياض التي وجهت الدعوة لنا لتقديم العمل).

وفي ختام حديث المسلم أورد أنه تلقى مكافأته من الجمهور الذي كان حاضراً ومتفاعلاً مع العرض كما شكر حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهدة وسمو أمين منطقة الرياض على دعمهم للمسرح والمسرحيين في المملكة والخليج وعلى هذا الوعي الذي شعر به من خلال الجمهور والمتلقي. وأثنى على تواجد (الجزيرة) طيلة عروض المسرحية ومتابعتها للعمل وتغطيتها الفعالة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد