Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
وضع حدٍّ للإبل السائبة

 

تابعت ما نشر وما يحدث وما يحصل من مشاهد القتل البهائمي على الطرقات البرية، وآخر ما قرأت في صفحة العزيزة وفي يوم الأربعاء 23 صفر 1430هـ ضمن العدد 13292 تحت العنوان (ينتظر لفتة عاجلة.. الإبل تهدد العابرين بالموت في هذا الطريق). ولن أتحدث عن موقع هذا الطريق من ذاك، بل الأمر وبكل صراحة مهمل والتفريط في التعامل معه واضح. وعذراً على الصراحة، فكل قطاع مسؤول عن الطرقات. فمسألة الإبل السائبة على جنبات الشريط الأسود والتي لا يحلو للرعاة إلا الرعي على جانب تلك الطرق الإسفلتية التي تفتقر للشبك المعدني الذي يساهم بكف شر تلك البهائم. فهذه الحيوانات لا تلام ولا تؤاخذ لأنها جنس غير عاقل، وليست برية الطبائع لا نستطيع كبحها بسبب توحشها بل هي أليفة بيد الإنسان زمامها، فالمسؤول الأول هم أصحاب هذه البهائم الذين مع بالغ الأسف كما نشاهده لا يقيمون لحياة الإنسان أي قيمة، وهذا واضح من تعاملهم هذا مع الوضع وتركهم لبهائمهم بجوار الطرقات البرية ترتع وتسرح على مراعي الطرق دون أي رادع لها بل الغالبية من أصحاب تلك المواشي كما وقفت عليها ووقف عليها العديد من مرتادي الطرقات البرية يتركون الإبل ترعى على جنبات الطرق البرية دون راع لها، وهذا الأمر لا مجال فيه للمجاملة وليس هناك مجال للمجاملة أصلاً والمسامحة فيه، لأن الأمر يتعلق بأرواح بشر، والله عز وجل قال (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً، وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (32) سورة المائدة. وبعد هذا النص ماذا تنتظر الجهات المسؤولة عن الطرقات البرية إلى إيقاع أشد العقوبات بمن يقوم بترك مواشيه على قارعة الطريق ترعى حشائش لن تغني ولن تسمن تلك الإبل التي ترعى ضمن جوانب الشريط الإسفلتي، وقد تسببت بالعديد من الحوادث المميتة في غالبيتها والمعيقة لمن سلم من السام، فغسى أن تقوم الجهات المسؤولة عن أمن الطرقات البرية بمصادرة أي جمل من الإبل يرعى على جنبات الطرق وتباع ويصرف ريعها لمعالجة من راح ضحية حوادث تلك الإبل السائبة على طرقاتنا البرية. فكلنا ننتظر إصدار نظام للجهات المخولة لحماية الأمن على تلك الطرقات بمصادرة أي دابة ترعى على جنبات الطرق البرية والتي من يشاهد تجمع الرعاة على تلك الطرق يقول كأن المراعي انعدمت وفنيت إلا بجوار تلك الطرق البرية كما هو ملاحظ وواضح على الطرق البرية ولمريدي الحقيقة التأكد بأنفسهم، فعلى من أراد أن يتأكد بنفسه فليقم بجولة على الطرقات البرية بنفسه وليكن حذراً لكي لا يكون ضحية لتلك الأنعام السائبة على جنبات الطرق البرية والتي يساهم الرعاة بجلب تلك القطعان والأذواد على حواف طرقاتنا البرية لحلبها وبيع حليبها للمارين على تلك الطرق ولكي يستأنس بالمارة على الطرقات البرية ذاك الراعي. فنريد بعد هذا العرض والطرح وقفة حازمة من أفراد وقادة أمن الطرق في وجه من يقوم بمثل هذه الممارسات الخطيرة التي تسببت وأسفرت عن ضحايا تقارب ضحاياه المعارك الحربية. وهذا لن يتم إلا بالتعامل الصارم مع المستهترين بحياة المارة على تلك الطرقات البرية من أصحاب الإبل الذين لا يتورعون ولا ينتهون عن فعل تلك الممارسات العبثية، فإن الله يبزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فكل مواطن حريص على أرواح البشر التي تمر على جنبات الطرق البرية ولسان حالهم ومقام حالهم يقول يا أيها المسؤولون عن الطرقات البرية أوقفوا الإرهاب الحيواني الذي يهدد أمن طرقاتنا البرية بسن نظام صارم يستأصل ذلك الشر المستطير.

عبدالله سعود عبدالله الدوسري
ص ب 741 الزلفي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد