Al Jazirah NewsPaper Monday  02/03/2009 G Issue 13304
الأثنين 05 ربيع الأول 1430   العدد  13304
عذاريب
البطولات أنت أميرها
عبد الله العجلان

 

كان تولي سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد لرئاسة نادي الهلال الحدث الأهم والأبرز والأميز على مستوى الرياضة السعودية لاعتبارات ومواصفات وسمات ينفرد بها عن سواه، وكانت جميع الدلائل والمؤشرات والتوقعات والمعطيات تؤكد أن النجاح سيكون حليفه، وأن الهلال سيزداد تألقاً ونمواً وازدهاراً وتتويجاً للبطولات في عهده..

الآن وبعد أشهر قليلة قطف الهلال أولى ثمار تعب وبذل ورقي وتخطيط ودهاء وثقافة وحضارية وتربية ووطنية الأمير عبدالرحمن بطولة غالية، وشهد وسطنا الرياضي الكثير من مواقفه الإنسانية، ومبادراته الخيرة، ومداخلاته الثرية الواعية، وقراراته الاحترافية النابهة والمفيدة للرياضة السعودية قبل الهلال، ولنا كأمة ومجتمع قبل أن تكون كروية.

بغض النظر عن البطولة الأخيرة والتي تأتي في المرتبة (48)، لقد رأينا لأول مرة عمل مؤسسي احترافي في الأندية السعودية، في التعاقدات والتصريحات والتعامل مع الآخر، في الاعتراض والنقد وتسجيل المواقف، في اختياره لنائبه الخبير والمحنك والفذ الأمير نواف بن سعد الذي أعطى لمنصب نائب الرئيس معنى وقيمة وجاذبية.

مجدداً نقول هنيئاً لنا وللرياضة السعودية بأمير ورئيس نحتاج لفكره ونبله ومبادئه وعقليته هو أجمل وأثمن وأشهر البطولات.

شركاء في المسؤولية

بمثل ما هنالك مطالبات بأن يقوم الإعلام الرياضي السعودي بدوره الوطني قبل وأثناء مباريات الإياب للتصفيات المؤهلة للمونديال، وأن يبتعد عن التعصب والمشاحنات وتأليب الرأي العام خلال المرحلة الحرجة المقبلة، فإن المطالبة ذاتها تسري على الأندية بأن يكف البعض من منسوبيها عن التدخل في شؤون وهموم المنتخب، وعلى الجهات التابعة لاتحاد الكرة بأن تعمل بجد وتتخذ قرارات منصفة وقانونية عادلة ونافذة على الجميع، وأن لا تفتح على نفسها أبواباً تؤثر على استقرار المنتخب، وتزيد من انفعالات وردود أفعال الجماهير..

الفترة المقبلة لا تحتمل أية أخطاء أو تناقضات تعكر أجواء المنتخب، كما تتطلب التعامل مع سائر الأحداث بشيء من الحكمة والعقلانية على كافة المستويات والأصعدة الرسمية والإعلامية والجماهيرية، هذا إذا أردنا بالفعل إعادة الثقة إليه وانتشاله من أزمة وعثرة مباريات الذهاب بالأفعال والقرارات الصائبة وليس بالانطباعات والمجاملات وترديد الشعارات الفارغة.. لنكن جميعاً اتحاد كرة وأندية وأعلام وجماهير مع منتخب الوطن بالحب والصدق والنزاهة والأمانة والإخلاص وعدالة الموقف والقرار والتعامل..!

الهلال للجميع

لماذا التشويه والتشكيك والتآمر على كل ما هو هلالي..؟! ما الهدف من مصادرة أفراحه ومحاولة زرع المعوقات والعقبات في طريق زعامته وبطولاته؟! يسعون في آرائهم ومواقفهم وتصرفاتهم إلى تحطيمه أكثر من الاهتمام بأنفسهم ومعالجة أمراضهم وتصحيح أخطائهم وكوارثهم.. لماذا وهو النادي السعودي الذي كان وما زال الابن البار المخلص الوفي لوطنه، والنموذج الحي السخي في عطائه ودعمه ونجومه وجماهيره..؟!

الهلال شئتم أم أبيتم هو الرقم الصعب والعنصر المهم والعامل الرئيس والجزء المضيء والكبير في مكونات وتركيبة الرياضة السعودية، ومن أبرز وأهم وأكثر مصادر نجاحها وتفوقها، وهنا تكمن إشكالية عدم فهم هذه الحقيقة بكل مضامينها ومخرجاتها، الأمر الذي دائما ما ينعكس سلباً على طبيعة ومستوى الرياضة أندية ومنتخبات..

لابد من تقدير واحترام واقع الهلال طالما أن المستفيد الأول والأخير هو الوطن بمختلف ألوانه وتفاصيله وانتماءاته.

نكتة المتعة

فتشوا في قاموس لغتهم المتسطحة لمقاومة ما أصابهم فلم يجدوا هذه المرة سوى القول إن الهلال فريق غير ممتع.. لماذا؟! لأنه حقق.. كأس سمو ولي العهد بشباك نظيفة، ولم يدخل مرماه في (18) مباراة دوري غير (6) أهداف وكأن معيار الإمتاع لديهم هو أن تسمح للفرق الأخرى بإحراز ما يروق لهم من أهداف في مرماك، ودون النظر إلى أن الهلال سجل في الدوري حتى الآن (36) هدفا، أي لديه صافي (30) هدفا، في المقابل الاتحاد له (45) وعليه (18) والشباب له (31) وعليه (23)، والاتفاق له (22) وعليه (13)، والأهلي له (21) وعليه (13)، والنصر له (15) وعليه (14).. هي أرقام تثبت أن الهلال الأكثر انضباطاً وتوازناً وتنظيماً وقوة ودفاعاً وهجوماً، وهذه مجتمعة تمثل المتعة الحقيقية الحديثة لكرة القدم وليس العكس.

هكذا يفضحون أنفسهم وعقلياتهم وطريقة تفكيرهم، هكذا يورطون أنديتهم ويعيدونها إلى ما تحت الصفر، وإلى دوامة الضياع والتدهور والإخفاق، وهكذا يفهمون الأمور ويتعاملون مع الحقائق والوقائع والأرقام، فبدلاً من الإمعان جيداً بما ينتجه الهلال والقبول بالأمر الواقع والاستفادة من نجاحاته الإدارية والفنية، نجدهم في أطروحاتهم وآرائهم وتصريحاتهم يضحكون بل يكذبون على أنفسهم بكلمات متوترة تزيدهم تخبطاً وفوضوية، وتمنح الهلال المزيد من الثقة.

***

* بقيادة الراقي دائماً والذكي جداً خالد البلطان تجاوز الشباب عثرات ومنغصات كادت أن تعصف به إلى حيث أرادها المتآمرون عليه في بداية الموسم..!

* وميزة وروعة وقيمة بطولة الهلال أنه حققها أمام فريق الشباب القوي والمتمرس والمليء بالمواهب والنجوم.

* أضحوكة برامج الموسم وتداخل المسابقات وضغط المباريات تدمير للنجوم وللأندية وللمنتخبات، وتطفيش للإداريين والمدربين.

* يحاولون إسقاطه وتحطيمه فيرد عليهم سريعاً بإنجازات جعلته زعيماً مشرقاً وحيداً في سمائه..

* قلناها من زمان.. لا يحق لنا أن نطالب غيرنا بالمساواة والانضباطية والالتزام باللوائح والأنظمة، في الوقت الذي نحتاج نحن أولا لتطبيق هذه المبادئ محلياً..!

* إحراز المدافع الخلوق فهد المفرج لهدف البطولة التاريخي لا يلغي منطقية انتقاد أخطائه وتبيان عيوبه الفنية مثلما يحدث لسائر اللاعبين بما فيهم النجوم..

* باختصار شديد.. تقول المعادلة كما في كل الأزمنة وفي مختلف الظروف: لهم الضجيج والتهريج وله دوما الإنجازات ودوام التتويج..!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد