Al Jazirah NewsPaper Monday  02/03/2009 G Issue 13304
الأثنين 05 ربيع الأول 1430   العدد  13304
رحيل كوزمين.. ليست نهاية العالم..!!
خالد الدلاك

 

أكثر ما يخشاه عقلاء الهلال ومسيرو دفته أن يؤثر رحيل المدرب الروماني أولاريو كوزمين على مسيرة الهلال المبهرة هذا الموسم.. وأن يخسر الزعيم كل المكتسبات التي تحققت له بسبب العمل الجماعي المشترك والمتكامل والذي أوجد فريقاً ممتعاً خطف القلوب وسلب الألباب.. عجز عن قهره المنافسون وملّ من التشكيك ببطولاته (المرجفون).

(كوزمين) بلاشك مدرب قدير ومتمكن نجح في تطوير الهلال فنياً ومكنه من الهيمنة على البطولات والسيطرة عليها.. ولكنه ليس وحده من حقق النجاحات وكسب الإنجاز فهو ضمن منظومة كبرى شامخة هرمها الرئيس المحبوب ونائبه العقلية الحكيمة وتتسلسل حتى تصل نهايتها إلى أقل من يخدم الفريق ويساهم في تسهيل أموره.. نعترف أن التوقيت محرج والمدرب محبوب.. ولكن الهلاليين أمام واقع لابد عاجلاً من مواجهته والتعامل معه بحيث يحافظ على توازن الفريق واستمرار هيبته وتوهجه ومنافسته على بطولات قادمة مهمة تضمن بقاء الهلال في موقعه الطبيعي في القمة بعيداً عن القاع. كما أن على لاعبي الهلال وجماهيره أن تعي أن رحيله ليس نهاية العالم ولن يوقف بإذن الله المسيرة الزرقاء.. فالهلال هو من يصنع التميز والشهرة والمكانة للمدربين وهو من يرفع قيمة عقودهم ويروج لسوقهم.

وقبل هذا وذاك فمهمة أي مدرب جيد مع الأزرق مضمونة النجاح لما يضمه من نجوم ويملكه من جمهور وأعضاء شرف مؤثرين ومتأثرين بحب الأزرق وتواقين لخدمته.. وعلى الجميع مساعدة إدارة الهلال والوقوف معها للمحافظة على تماسك البناء العظيم الذي بدأته ولن تنتهي منه حتى يصبح بإذن الله نادياً نموذجياً في كل شيء.. في عطائه وفي توهجه ومكانته.

خاص لجمهور الهلال

على جماهير الهلال أن تدرك أن قرار الإقالة هو قرار غلبت فيه المصلحة العامة ولابد أن نحترمه ونتقبله بروح رياضية عالية.. وأن لا تذهب بها الظنون والشكوك بعيداً عن المفاهيم الرياضية فسمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل تهمهما مصلحة الأندية السعودية ولا يمكن أن يبخسا أيّاً من الأندية حقه.

كما أنه لا يمكن أيضاً أن يصدر قرار مثل هذا إلا بناءً على معايير وأسس هامة يجهلها الجمهور ويدركها فقط العارفون ببواطن الأمور والذين يرون في هذا القرار مصلحة فوق كل المصالح الوقتية والعابرة التي تتعلق ببقاء مدرب أو رحيله.. فهما يريان ما لا نراه ويتصرفان بواقع ما يمليه عليهما الظروف المحيطة بهما بحيث يتعاملان معها من واقع القيادة والحكمة والمسؤولية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد