Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/03/2009 G Issue 13305
الثلاثاء 06 ربيع الأول 1430   العدد  13305
طالب في كلمته أمام مؤتمر إعمار غزة الفلسطينيين باحتواء الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية
سعود الفيصل: الخيار بين السلام والحرب لن يكون مفتوحاً دائماً أمام إسرائيل

 

شرم الشيخ - مكتب الجزيرة - علي فراج

أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلف أزمة اقتصادية وكارثة إنسانية فاقمت الأوضاع المتدهورة هناك، موضحاً أن هذا العدوان جعل خيار السلام بعيد المنال، مشدداً على ضرورة إيجاد حل للخلاف الفلسطيني الفلسطيني ليعود الصف الفلسطيني كلمةً وموقفاً واحداً موحداً، معرباً عن استعداد المملكة العربية السعودية للمساهمة الفاعلة في كل ما يسهم في تحقيق التطور والنماء الفلسطيني.

وقال الأمير سعود الفيصل خلال كلمته في مؤتمر إعمار غزة: إن المملكة تطالب الأشقاء الفلسطينيين باحتواء الخلافات الداخلية وتغليب المصلحة الوطنية وحماية الوفاق الوطني واللجوء للحوار لحل الخلافات حفاظاً على وحدة الشعب الفلسطيني واستقلالية قراره السيادي، لأن هذا هو طريق الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته وآماله ودعم المجتمع الدولي لهذه الإرادة.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي الأخير قد خلّف مآسي إنسانية وأوضاعاً اقتصادية قاسية وفاقم هذه العدوان ما يعانيه الشعب الفلسطيني أصلاً من أوضاع مأساوية جراء الاستعمار الظالم كما تعطلت التنمية الاقتصادية الفلسطينية بسبب استمرار الحكومة الإسرائيلية في تعسفها وسياساتها الاستيطانية التي فرضت حصاراً جائراً وإغلاقاً للمعابر ومصادرة مستمرة للأراضي الفلسطينية، وجعلت السلام المنشود بعيد المنال، وأصبحت المفاوضات بلا معنى حقيقي وتتعارض تماماً مع كل ما اتفق عليه منذ أوسلو وحتى مؤتمر أنابوليس.

وأكد الفيصل أن الوضع في الأراضي الفلسطينية أقل ما يمكن وصفه أنه كارثة إنسانية، حيث تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن غالبية الشعب الفلسطيني يعيش تحت خط الفقر مع تدهور كبير ومستمر لكافة المؤشرات الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية وانهيار تام للاقتصاد الفلسطيني، مؤكداً أنه قد حان الوقت لمساعدة الشعب الفلسطيني لينال حقوقه في العيش بسلام ورخاء وإذا كان المجتمع الدولي جاداً في الوصول إلى سلام عادل ودائم فلا بد من توفير الدعم لعملية السلام ودعم السلطة الفلسطينية لتتمكن من التعامل مع الأعباء الهائلة التي تقع عاتقها وتتجاوز تماماً قدراتها ومواردها. وأضاف سموه أنه تجسيداً لنهج الدول العربية في السعي للسلام العادل والشامل والدائم، فقد أطلقت مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 ولم تجد أي تجاوب من إسرائيل، والتي كان عليها أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد.

وأوضح الفيصل أن المملكة وانطلاقاً من مبادئها الثابتة في مساعدة ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق لم تأل جهداً في تقديم كافة أوجه الدعم الحكومي والشعبي الممكنة للفلسطينيين سواء من خلال الأطر الثنائية أو عبر الصناديق والمؤسسات التنموية الإقليمية والدولية مؤكداً أن جهود المملكة في هذا الصدد مستمرة وتنفذ بكل جدية ومصداقية كافة التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، مشيراً في هذا الصدد إلى ما قدمته من دعم إغاثي متنوع إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي شمل المستلزمات الطبية ونقل المصابين بطائرات الإخلاء الطبي للعلاج في المملكة.

وأشار الفيصل إلى التعليمات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة تبرعات عاجلة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، حيث بلغت التبرعات حتى الآن أكثر من 228 مليون ريال لافتاً إلى ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين خلال قمة الكويت الاقتصادية في يناير الماضي من تقديم منحة بمبلغ مليار دولار مساهمة في جهود إعادة إعمار غزة، لافتاً إلى أنه سيتم تقديم هذه المساهمة عبر الصندوق السعودي للتنمية وبالتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى في إطار الآليات المعتمدة في هذا الشأن.

وأشار إلى ما أطلقته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من برنامج لإعادة إعمار غزة، معرباً عن تطلعه في أن يسهم في تنسيق ومتابعة بعض المشاريع التي يتم تمويلها عن طريقه، وأكد الفيصل أن إعادة الإعمار لن تكون مجدية أو مفيدة في ظل افتقاد الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أنه من غير المقبول أو المعقول أن يتم الإعمار وتأتي إسرائيل لتدمر ما تم بناؤه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد