Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/03/2009 G Issue 13306
الاربعاء 07 ربيع الأول 1430   العدد  13306
هكذا عرفت أبا محمد
عبدالله العلي النعيم

 

أن أتحدث عن أخ أكبر وصديق عزيز وأستاذ قدير مثل معالي الأخ الكبير والمعلم، الدكتور عبد العزيز العبد الله الخويطر، أن أتحدث عن واحد عملاق في أدبه وعلمه وأخلاقه، فلا أعتقد أنني أستطيع أن أوفيه حقه أو بعض حقه، ولكني مع ذلك سوف أساهم بجهد متواضع في هذا الموضوع. أبو محمد بالنسبة لي أخ أكبر تربطني به علاقة القرابة والتلمذة فأنا أعتبره أستاذي في الحياة، تعلمت على يديه،

معاني الوفاء والإخلاص والتفاني في العمل، إضافة إلى ذلك فإنني فعلا تلميذ له في جامعة الملك سعود، حيث كنت أدرس في قسم التاريخ، وهو يدرس مادة تاريخ الجزيرة العربية الحديث.

معرفتي بالدكتور عبد العزيز تعود إلى أيام الطفولة حيث كان يدرس في كتّاب المرحوم عبد العزيز الدامغ، وحفظ القرآن الكريم آنذاك وأقام له والده حفلا دعي إليه عدد من الطلاب والأصدقاء وذهبت مع أخوي صالح وعبد العزيز لحضور ذلك الحفل، ثم سافر إلى مكة المكرمة حيث يعمل والده مسؤولا كبيراً في وزارة المالية، وانقطعت صلة التواصل بيننا إلى أن عاد يحمل شهادة الدكتوراه، ومنذ ذلك الوقت كنا على تواصل دائم، ودائما أتعلم منه كل ما يهمني من شؤون الحياة، وكان نعم المعلم.

كنت أعمل مديراً عاماً للتعليم في منطقة الرياض (اسمها ذلك الوقت منطقة نجد) وكان يعمل وكيلاً لجامعة الملك سعود (وقتها كان المدير لأنه لا مدير لها) وطلب أن أنتقل إلى الجامعة كمساعد له (أمين عام مساعد، ثم مدير عام الإدارة) ووافقت وخلال عملي معه تعلمت منه الكثير، وكان يدلني باستمرار على طرق الخير ويمنحني الصلاحية والثقة والتشجيع، وكان دقيقا جداً في الأعمال حريصا على أداء الواجب، وأذكر من شدة حرصه على أن يكون العمل دقيقا ومرتبا، أن وجد عليّ غلطة نحوية في أحد الخطابات الرسمية التي أقوم بإعدادها فقال لي يا سيبويه، هذه كذا وكان الحق معه، أقول ذلك لأدلل على دقته وحرصه على أن يكون العمل متكاملاً وواضحاً.

معالي الدكتور عبد العزيز يتصف بحسن الخلق والتواضع وحب الناس ورغبة شديدة في قضاء حاجات الآخرين، وحل مشكلاتهم، والتوسط لدى من يملك اتخاذ القرار لمساعدة شخص ما أو قضاء حاجة محتاج، لا يبخل بجاهه، ولا يتبرم على الرغم من كثرة ما يطلب منه التدخل لمصلحة ما، خاصة إذا كانت تلك الوساطة تخدم غرضا شريفا أو تساعد إنسانا محتاجا لخدمة معينة.

خدماته لبلاده وأهلها كثيرة ومتنوعة وشاملة سواء تلك التي قدمها عندما كان مسؤولا مسؤولية مباشرة عن أحد أجهزة الدولة: الجامعة، ديوان المراقبة، الصحة، وزارة المعارف، وزارة التعليم العالي، أو تلك التي ينوب فيها عن الوزارة في وزارتهم، وحتى الآن كوزير للدولة وعضو في مجلس الوزراء ورئيس للجنة العامة بالمجلس، ولعل أحد أهم إنجازاته وهي كثيرة، نجاحه في وضع كادر خاص بالمدرسين ذلك الكادر الذي يجعل علاوة المدرس تستمر ولا تتوقف عند عدد من سنوات الخدمة، مما حبب الناس في مهنة التدريس وجعل الكثيرين يتركون الأعمال الإدارية ويلتحقون بسلك التعليم وهذه خدمة جليلة، سوف يحفظها مئات الآلاف من المدرسين والمدرسات لمعالي الدكتور عبد العزيز الخويطر الذي بذل جهداً جهيداً وعملا متواصلا حتى تم له ما أراد لصالح أعضاء هيئة التدريس جزاه الله عن المدرسين والمدرسات، خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.

ومع أعماله الرسمية الكثيرة والمتشعبة فقد بارك الله - عز وجل - في وقته فهو يقرأ كثيراً ويكتب كثيراً وقد أصدر عدداً من الكتب ذات الأسلوب السهل الممتع الجذاب فأنت تبدأ قراءة أحد إصداراته ولا تترك الكتاب حتى تنهي قراءته وكأنك تعيش موضوع الكتاب.

لن أستطيع مهما كتبت أو قلت أن أوفيه حقه.

باختصار شديد إن أبا محمد رجل فاضل كريم الأخلاق عفّ اللسان، عفيف اليد، كثير الحسنات، دمث التعامل، مثقف واسع الثقافة، عالم واسع المعرفة. متعه الله بالصحة والعافية وأطال عمره ووفقه دائماً لعمل الخير.

****

احتفت (الجزيرة) في عددها الرئيس إضافة إلى (المجلة الثقافية) بمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وأصدرت عنه ملفاً، كما نشرت عنه العديد من المقالات التي تصف شخصيته وعطاءه، ونستعيد بعضاً منها اليوم بمناسبة اختياره الشخصية الثقافية في مهرجان الجنادرية لعام 1430 والتي تتزامن مع مرور نصف قرن من حمله أول درجة دكتوراه لسعودي حيث تخرج أبو محمد عام 1380هـ من بريطانيا متخصصاً في التاريخ.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد