في افتتاح الدورة العادية للمجلس الوزاري للجامعة العربية في القاهرة دعا وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل إلى رؤية عربية مشتركة للتعامل مع التهديد الإيراني! ولقد آن الأوان كما قال الأمير سعود أن تتخذ الدول العربية موقفا حاسما أمام التحدي الإيراني ليس فقط بسبب التهديدات التي تتخذ عدة أشكال وأساليب لجيران إيران متمثلة باحتلال الجزر الإماراتية وتصريحات مسؤوليها ضد مملكة البحرين وتدخلها في شؤون دول عربية واحتلال أجزاء من العراق بغطاء أمريكي منح لخصم قديم للعراق فرصة تاريخية ليصفي حساباته مع العراق وأرضه وشعبه ومقدراته وعلمائه وطياريه بل حتى مع مجسمات رموزه التاريخية! إلى زرع جماعة شبه انفصالية في بلد عربي ومدها بالمال والسلاح لتبقى شوكة في طريق وحدة ذلك البلد! تلك الجماعة تحمل الولاء لإيران أكثر من الولاء لبلدها وتضع صور الإيرانيين في مكاتبها وأماكن تسيطر عليها ولا تضع صورا لرئيس ذلك البلد العربي ولا لأي زعيم عربي آخر!

إيران التي حاولت تصدير ثورتها علنا منذ ثورة الخميني في العام 1979م لكنها لم تفلح فتوجهت إلى أساليب خفية باستهداف فئات من مواطني دول مجاورة ومساندتهم بغطاء من التصريحات التي تشبه أحيانا بالونات الاختبار تقوم سريعا بالاعتذار عنها! الخطر والتحدي الإيراني لم يعد تهديدا للعراق ودول الخليج فقط بل إن أرض الكنانة الآن في مرمى المخططات الإيرانية؛ لذلك كان مثل هذا التصريح لوزير الخارجية له من الأهمية الكبيرة ليفرض على العرب أن يتدارسوا الخطر التوسعي الإيراني الذي وجد في الصمت والانقسام العربي فرصة للتمدد والهيمنة، ومثلما فشل الإيرانيون في تصدير ثورتهم، فإنهم أيضا سيفشلون إذا راهنوا على أية فئة أو طائفة من مواطني دول الخليج بالذات لأنهم لم يكن لهم في يوم من الأيام ولاء مزدوج ولن يسيئوا لأوطانهم وأهلهم بتوجيهات أو تحريضات من قم أو من غيرها.