Al Jazirah NewsPaper Friday  13/03/2009 G Issue 13315
الجمعة 16 ربيع الأول 1430   العدد  13315
صدى لون
الخديدي نموذج الجرأة!!
محمد الخربوش

 

المسار التشكيلي حراك ديناميكي وبالتالي فهو عطاء إنساني إبداعي لا يعرف الهدوء، ومن هنا فالمنجز التشكيلي دائما يأتي محملا بالجديد سواء في التقنية أو مجالاته ورؤاه ومضامينه وأفكاره ومحتواه ودلالاته ورمزياته، ومن أجل كل ذلك أصبح التشكيل عطاء فكريا معاصرا يعيش المرحلة بكل معطياتها وبكل منجزاتها وكل جديدها وعالمنا المعاصر تميز بهيمنة الآلة والتقنية والميكنة ووسائل الاتصال وتسارع (رتم) الحياة، بما لا يمكن المرء أن يلتقط أنفاسه والفنان التشكيلي هو الآخر ليس بمعزل عن كل هذا الحراك اللاهث، فنجد أن الغالبية من التشكيليين ساير العصر واندفع بكل جرأة مع معطياته مستفيدا من كل المناخات التي جاءت نتاج طبيعي للحياة العصرية بكل صخبها وضجيجها وآلتها وتقنياتها المختلفة وتأتي الجرأة كأحد الحلول المساعدة لحضور الفنان، بل إنها تعتبر من وجهة نظر شخصية العنصر الأهم في المعادلة خاصة إذا ما علمنا أن كل مسار بحاجة وبدرجة كبيرة للتجربة والبحث كما في حالة المنجز التشكيلي؛ لأن التجربة المدعومة بالخبرة والثقافة والبحث والرغبة الجادة لدى الفنان كفيلة بأن تولد عوالم جديدة للعطاء والفنان عندما ينكفئ في مرسمه يكون في حالة عشق مع أدواته ووسائطه يعيش حالة من اللاوعي بين عالم التجارب والمحاولات والبحث عن حلول جديدة وفق قوالب تتواءم مع كل معطيات المرحلة ووفق مسارات جديدة تغذيها ثقافة الفنان وسعة اطلاعه ومتابعته وخبراته ومختزلاته المتراكمة.. وقد سعدت مؤخراً بكل التجارب الناجحة للفنان التشكيلي فيصل الخديدي والتي اطلعت على بعضا منها، كما في تجاربه المثيرة في معرضه الأخير (ثمة ما يستحق) والذي أعتقد أنه (كله يستحق) فالجرأة واضحة بكل عنفوانها لدى هذا الطائفي الجميل الذي ومن خلال متابعة لحراكه فنان لا يستهويه السكون والدعة، بل هو مسكون بالحماس والرغبة الجادة (بأن يكون) فهو، وكما أعلم أيضا فنان ديدنه التجربة والمحاولة، وهذه أهم الصفات التي يجب توفرها بالمبدع أيا كان لأن التجارب مهمة والوصول إلى حلول ناجحة لابد وأن يسبقه مشوار طويل وجاد من البحث والتجربة.

لن أدخل في تفاصيل وجزئيات الطرح لدى الخديدي في محطته الأخيرة (ثمة ما يستحق) لكنني أؤكد مرة أخرى بأن التجربة والبحث مراحل هامة لكل مبدع وكم من مبدع توقف عطاؤه عند خطوط ومحطات محددة هذه التوقف الإجباري جاء نتيجة حتمية لركون الفنان وهدوئه وربما خموله، الأمر الذي أوصله إلى محطة اللاجديد.. وقد أوردت التشكيلي (فيصل الخديدي) كواحد من جيل الشباب (الفاهم ما يريد) وتأتي تجاربه الأخيرة لتؤكد هذا التوجه لهذا الفنان والذي يتحلى بأهم العوامل المساعدة وهي الجرأة. هذا العامل الرئيس في كل العطاءات الإنسانية والجرأة التي أتحدث عنها هي التي تتكئ على سعة اطلاع وبحث وثقافة بصرية وحراك واثق في كل الاتجاهات.. تحية كبيرة للخديدي فيصل ابن الطائف المأنوس والذي جاء هذه المرة محملا بالجديد كله..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد