Al Jazirah NewsPaper Friday  13/03/2009 G Issue 13315
الجمعة 16 ربيع الأول 1430   العدد  13315
لما هو آت
معرض الكتاب
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لعلّ معارض الكتب من المواقيت التي يحرص على مثولها كل راغب في ازدياد، لما توفره له من مصادر النشر بما أنتجته مطابعها من كتب ودوريات ووسائل حديثة لتقديم المنتج الفكري البشري بأقنيته العديدة والمتطورة مواكبة مع الزمن، ويبقى الكتاب سيد الأقنية وسادن الفكر لذا وسمت هذه االمعارض بها.. غير أن هذه التظاهرة الثقافية وهي تمد روافدها إنما هي فرصة أشسع للقاء ذوي التجارب، وكثيراً ما تقام اللقاءات الفكرية وتعقد الندوات الثقافية ويلتم ذوو العطاء من مفكرين ومبدعين حول أعمدة خيام هذا المكان الذي يجمعهم في الزمان الذي يهيأ للقائهم من أجل تبادل الآراء وتلاقح التجارب والكشف عن خبايا المحكات المعرفية والثقافية، بل العلمية والنقدية أيضاً.. وعادة ما تخلص هذه المعارض بنتائج يحصدها الناقدون والدارسون وتوضع فيها المصنفات، إذ في اللقاءات وحدها فرصة الغور والكشف، بمثل ما في قوائم المبيعات من تقييم لبوصلة التوجهات والاهتمامات, وهي فرصة أيضاً لتنمية مستدامة لتطوير آليات المنجزات الفكرية وتوجيه الاهتمام نحو حاجات الحياة ومنافع المتع المتوالدة عن إبداع العقول، في حين يعكس المنجز الإبداعي القيم الكامنة في مجتمعات العرض, ومجتمعات الطلب.. أي جماعات العرض وجماعات الطلب, مثل هذا كثيراً ما أبحث عنه حين تقام المعارض، وفي أثناء التناكب داخلها وبين أروقة دور النشر، ومن ثم أطمع في الحصول على نتائج ما يأتي بعد أن تضع المعارض أعمدتها وتنقض خيامها، ولا تبقي غير ظلال الطيوف والقراطيس من خلفها لتتبع المؤشرات بوصلة النتائج.. ترى ما الذي تحقق وسيتحقق بعد معرض الرياض للكتاب من حصيلة: توجه القارئ مع ما عرض ومع ما أخذ؟.. وما حصيلة اللقاءات المباشرة فيما تم من ندوات ومحاضرات على صعيد القيم الفكرية المتبادلة؟.. ما حجم الدهشة بعد التطوف بأجنحته؟.. وما حصيلة الإضافات بعده؟.. من يدرس ويحصد ومن ثم يكشف في شفافية مقارناً بين معارض الكتاب قبل عقد وعقدين مضيا وبين معرض قام في هذه الأيام من تاريخ التغيرات الاجتماعية الراهنة، على أصعدة كثيرة لعل أكثرها مساساً بالفكر مصنع العقل وموجه السلوك والكامن وراء المنجزات هو محتوى المعرض في مجالاته المختلفة؟.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد