Al Jazirah NewsPaper Friday  13/03/2009 G Issue 13315
الجمعة 16 ربيع الأول 1430   العدد  13315
«النادي الملكي».. الذي سحب البساط من أعتى الفرق السعودية
الهلال جمع الكأسين وهو في عمر الطفولة

 

في وسط العاصمة (الرياض)، وتحديدا داخل دهاليز حي الظهيرة، ولد (هلال بن سعيد) وسط تحديات واضطرابات اجتماعية.. ولد في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة عند المجتمع النجدي، غير أن مؤسسه ورمزه العملاق (عبدالرحمن بن سعيد) تصدى للوقوف إمام من هبوا لإغلاق الأندية الرياضية.. هكذا في مرحلة حرجة وبعد مخاض طويل جاء الانقسام الثاني بقيادة المؤسس (أبو مساعد) ليعلن ولادة هلاله (عام 1377)، وما إن بدأ هذا الفريق الوليد يخطو في مضمار التحدي، وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام، اشتد عوده وتجلى بريقه ليحقق أولى بطولاته (كأس الملك) إمام أعتى الفرق السعودية (الوحدة) عام 1381، وكان يسمى - أي الوحدة - ببرازيل السعودية آنذاك.. قاد البطل الجديد.. الرعيل الأول وهم: الأسطورة مبارك العبدالكريم وابن مناحي والموزان ورجب خميس والدبلي وزرد والكوش ومهدي بن علي وسوا.. هكذا أراد الزعيم الصغير أو النادي الملكي كما أطلق عليه الملك سعود رحمه الله أن يكتب في بدايات مسيرته الرياضية قصة كفاح ونفاح بطولي عنوانها (لا مستحيل مع الإصرار).. وعلى طريقة المخترع الأمريكي (أديسون) الذي هزم اليأس والقنوط وكتب اسمه بمداد من ذهب في صفحات العباقرة والمخترعين.. وواصل هذا الفريق المدهش بنجومه الكبار ورجالاته الأوفياء رحلة الذهب ليعانق المجد مجدداً بفوزه بلقبي كأس الملك وولي العهد لموسم عام 1384، كأول فريق سعودي يجمع اللقبين في عام واحد بعد تصنيف الأندية رسمياً أوائل تلك الحقبة.. وعمره التأسيسي لم يتجاوز أيضاً سبعة أعوام..!! هكذا ومن قلب التحدي.. بدا الصقر الأزرق يحلق في سماء البطولات فارسا عملاقا في ساحات المجد والانتصارات الذهبية، وما زال يغرد في سماء الذهب، يجندل خصومه ويكتسح منافسيه محققا رقما قياسياً غير مسبوق في رصيده البطولي الذي بلغ الرقم (48 بطولة)، ولعل آخر هذه الإنجازات الذهبية كأس ولي العهد الذي ظفر به الفريق الأزرق بعد فوزه على شقيقه الشباب بهدف للعائد بقوة فهد المفرج.. هكذا اثبت هلال الألفية الجديدة وهلال عصر التقنية والمعلومة.. انه ولد وهو مجبول على روح التحدي والمنافسة.. لا يعرف إلا لغة الذهب مهما كان الحال، هذا هو الهلال.. هلال العولمة الرياضية.. بقيادة رجل الفكر والعلم والثقافة.. ورجل المرحلة ان صح التعبير (عبدالرحمن بن مساعد) الذي حول الكيان الهلالي إلى قلعة تاريخية مرصعة بالذهب تزداد جمالا وتزدان رونقا كلما توالت السنون وهرولة الأيام والشهور. هكذا هو الهلال الذي نراه حالياً يسير باستراتيجية منظمة وضعت من قبل رجاله السابقين وبقي هذا النظام راسخاً، وحينما تأتي الكوادر الإدارية تقوده نجد أن هناك سياسة متفقا عليها، ومن هذا المنطلق يتواصل النجاح.. بل إن هناك جانبا أبعد من ذلك.. فملكات رؤسائه أيضاً تضيف قوة ودعما لهذا الكيان المتميز.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد