Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/03/2009 G Issue 13317
الأحد 18 ربيع الأول 1430   العدد  13317
على هامش عاصفة الرياض!
محمد بن عبد العزيز الفيصل

 

كانت المفاجأة كبيرة عندما انقلبت أجواء العاصمة - في وضح النهار ومن دون مقدمات- إلى اللون البرتقالي فانعدمت الرؤية الأفقية لتصل إلى أدنى مستوياتها فتجمدت الحركة في الشوارع وشُلت تماماً على الطرق السريعة؛ ولعل حادث الستين سيارة! يمكن أن يترجم هذا النوع من الشلل؛

ساد الارتباك أغلب القطاعات الخدمية وفي مقدمتها المستشفيات التي ذهلت من عدد المختنقين بسبب العوالق الترابية التي غمرت الجو وسيطرت عليه؛ ومطار الملك خالد ليس عنها ببعيد فقد اضطر هو الآخر إلى إلغاء الرحلات من الرياض وتحوير مسار الطائرات القادمة إلى الظهران وجدة، أما المدارس فحدث ولا حرج فمنعت معظم طلابها من الخروج، والكل بانتظار التعليمات (العليا..؟!).. فما سبب هذا الارتباك؟.

منذ الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الماضي تناقل الناس عبر أجهزة الجوال أنباءً عن سوء حالة الطقس في المناطق المتاخمة لشمال مدينة الرياض كالوشم وسدير.. وبالفعل بدأ بعضهم في اتخاذ الحيطة والحذر استعداداً للعاصفة الترابية القادمة!... بينما تغط مصلحة الأرصاد وحماية البيئة في نومٍ عميق..؟!، فلم تكتفِ بعدم التحذير المسبق للناس من هذه الموجة القادمة بل واصلت هذا الاستغراق أثناء العاصفة حتى في الصفحة الأولى من موقعها على الشبكة العنكبوتية لم يكن هناك ما يدعو إلى الريبة، أما الحيطة والحذر فلم تكن في حسبان المصلحة هناك.. جميع المراصد العالمية حذرت من موجة الغبار الحادة أما نحن فلا.. وإذاكان الإخوة على الموقع لا يحسنون العمل، لماذا لا يضعون نافذة لإحدى المواقع العالمية الخاصة بمتابعة الأجواء والتكهن بما تخفيه؟، ولو كان ذلك لكفى، حتى هذا الأمر عجزوا أو تعاجزوا عنه؛ وما يثير الانتباه أن الموقع كان يحتوي على أيقونة خاصة بالتحذير من الظواهر الجوية كانت تتوشحها عبارة (لا يوجد تحذير!!)، قطاع كامل اسمه (مصلحة الأرصاد وحماية البيئة) لم يتنبأ بهذه الكارثة الطبيعية ليضع الناس والجهات الأخرى في موقف لا يحسدون عليه، ومع كل ذلك تؤكد مصلحة (الأرصاد) إبلاغها لجميع الجهات بقدوم العاصفة؟!، إلا أن وزارة التربية والتعليم والمديرية العامة للدفاع المدني وغيرهما من القطاعات الحكومية نفت ذلك رسمياً!.

وأخيراً أقول: إن الاعتراف بالحق خير من التمادي فيما يخالفه.. وكلنا أمل بعد هذه الحادثة أن تُحَسّن مصلحة الأرصاد وحماية البيئة من مستواها لكيلا تتكرر العاصفة فتكرر المصلحة غيابها عن مثل هذا الحدث.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد