Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/03/2009 G Issue 13317
الأحد 18 ربيع الأول 1430   العدد  13317
رقص الأقحوانة
من العقيق إلى لندن
محمد يحيى القحطاني

 

منذ مدة ليست بالقصيرة وعالم الصحافة لم ينجب (قلماً) يخترق حواجز مجتمعه منفرداً بإيقاعه وأسلوبه الخاص به إلا في حالات نادرة، ولكن شخصية اليوم التي سأتحدث عنها قد كسرت قواعد النشر والكتابة وخلقت زوايا جديدة قد لا تطرأ على باب أكبر كاتب أو صحافي.

من حي العقيق شمال الرياض وُلد سلطان القحطاني ولم يكن يعتقد أحد أن كل البنان ستتجه نحوه حتى بلغ المرحلة الثانوية حيث كان (يأكل) بعينيه كل ما تحتلهما من صحف وكتب؛ حتى خفّ نظره؛ فازداد نهم القراءة عنده والاطلاع؛ فراسل صحفاً دولية، وكتب هنا وهناك؛ حتى التقى بسيّد الصحافة الزميل عثمان العمير الذي رأى فيه طاقة الكتابة؛ وفتح له كل النوافذ وشرّع له الأبواب وتحمَّل (ربما) كثيراً من حماسه في الكتابة؛ حتى اشتد عوده رغم أنه اليوم لم يتجاوز الخمسة والعشرين شباطاً.

حقيقة فإنني أشعر بسعادة كبيرة حين أقرأ لسلطان القحطاني في بيته الكبير (إيلاف)؛ فله أسلوب في الكتابة أتحدى أن يأتي بمثله أحد، وهو استفاد كثيراً من ترجمة النصوص الإنجليزية وأثراها بمخزونه الثقافي واللغوي، ولعل شهرته المتنامية يوماً بعد يوم وتناقل وكالات الأنباء لأخباره والاهتمام بها دليل قاطع على صدق حديثي.

هذا الشاب الذي لم يتجاوز طوله المائة والسبعين سنتيمتراً ويسكن اليوم في قلب لندن ليكمل فيها تعليمه، أشعر بأنه سيكون خلال الفترة القليلة القادمة واحداً من أهم كتاب الكلمة في الوطن العربي بعد أن استفاد (كلياً) من الفرص التي دانت له من انفتاح ثقافي وتحلَّق حوله أناس يؤمنون بأهمية الكلمة الحرة ومجاراة الشباب والأخذ بيدهم وعدم تجريدهم من رؤيتهم في التعاطي مع الأحداث والواقع حتى تشكَّل اليوم كاتباً يعتقد كل مَن قرأ له أنه قد تجاوز الخمسين عاماً.

في عالم الصحافة هناك أعداد كبيرة من الصحفيين وهم أكثر من (الهم) على القلب، ولكن الندرة تكمن في الموهبة والحس الصحافي، وهذا بلا شك دور كبير يضطلع به رؤساء التحرير أولاً وأخيراً ثم ما زال الأمل قائماً في هيئة الصحافيين لتدريب الكوادر، وبالعودة أيضاً إلى صناع القرار في الصحف الذين (يصيغون) الخطوط الحمراء ويحركونها، ولن أزايد ولا أدعي إن قلت إن (الجزيرة) كانت وما زالت هي الصحيفة الأولى التي خرج من بين ثنايا صفحاتها كبار كتاب الكلمة والإعلاميين في السعودية تعرفونهم جيداً ولا مكان لحصر أسمائهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد