Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
رسالة لوزير الصحة
مهدي العبار

 

من الأولويات الهامة للدولة هي سلامة الإنسان عقلاً وفكراً وجسماً وسلوكاً وحمايته من كل المؤثرات والمعوقات التي تعيق تألقه وإبداعه ليكون إنساناً سوياً صالحاً يساهم في خدمته لوطنه وأمته، ومن أهم المعوقات الأمراض بمختلف أنواعها، ولهذا أوجدت الدولة المستشفيات والمصحات

للقضاء على الأمراض المعدية والمزمنة وطبقت الدولة مبدأ الانسان السوي هو من يحمل العقل السليم بالجسم السليم، ومن المعلوم أن هذه الأمور وكل ما يتعلق بها منوط بوزارة الصحة وما يتبعها من مستشفيات ومراكز صحية، وكذلك مستشفيات أخرى حكومية وأهلية، وتم استقدام الكثير من الأطباء والممرضين والفنيين من الوطن العربي ومن خارجه، وأصبحت بلادنا- ولله الحمد- تحتل الصدارة في مجال الطب ولها اسم كبير في الأوساط العالمية، وما فصل التوائم السياميين الا شاهد على هذا التطور الهائل في المجال الصحي.. أتذكر في التسعينيات الهجرية ان الطبيب عندما يأتي إلى المملكة وخلال الأشهر الأولى يكون مثالاً للإخلاص والتفاني والأمانة وتقدير المهنة فلا يمكن أن يصرف أي علاج للمريض إلا بعد إجراء فحوصات طبية وتحاليل وبواسطة ذلك يتم اكتشاف المرض، وعندها يتم صرف العلاج اللازم والمناسب وقتها كانت الأمراض قليلة، ولم تكن بهذا الشكل وهذه الكثرة، والغريب أن هذا الطبيب أو ذاك يتغير بعد أشهر قليلة، فعندما يأتي له المريض يسأله ماذا بك؟ ويخبره المريض بالآلام التي يعاني منها وعلى الفور وبدون أي فحوصات يصرف له الطبيب العلاج وهو عبارة عن مسكنات وفيتامينات وبعض المضادات الحيوية وكثيراً من الأحيان صرف أدوية لا تمت للمرض بصلة، وقد تسببت بعض هذه الأدوية بمشاكل صحية لا حصر لها واستمرت هذه الحالة حتى إن أغلب المرضى يصابون بأمراض خطيرة لم يتم التعرف عليها إلا بعد فوات الأوان ومع مرور السنين ذهب معظم هؤلاء الأطباء أوطانهم وحل محلهم أطباء سعوديون واستبشر الناس خيراً وردد الجميع المثل القائل:( ماحك جلدك مثل ظفرك) ولكن ومع الأسف إن بعض هؤلاء الأطباء ينظرون إلى مهنة الطب على أنها مجرد وظيفة وتناسوا أنها مهنة إنسانية عظيمة عندها فقدوا ثقة المواطن وأصبح المريض لا يجد الرعاية والعناية التي يستحقها، وأصبحت أقسام الطوارىء في المستشفيات تعج بالمراجعين ورغم خطورة بعض الأمراض يمضي هذا المريض ساعات طويلة من الانتظار دون أن يأتيه طبيب مما جعل المرضى يسأمون ولديهم الحق واتجه بعضهم إلى طلب العلاج خارج البلاد وخاصة القادرون منهم، ومنهم من اتجه إلى الطب الشعبي وحتى الاتصال بمشعوذين في قنوات فضائية، ومنهم من اتجه إلى المستوصفات الخاصة رغم علمهم أن هذه المستوصفات هدفها الأول والأخير الكسب المادي..

صحيح أنهم يسرّعون في الإجراءات، ولكن كل هذا على حساب جيب المواطن، وكثير من أصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون ذلك وهكذا هي الحال تستمر من جديد في هذا العصر، وأصبح المواطن يعاني من قصور الطب في معالجته والكشف عن الأمراض الخطيرة قبل حدوثها، ومع يقيننا أن وزارة الصحة تدرك أن الطبيب وجد لخدمة المجتمع وأن مهنة الطب هي التراحم والوفاء والإخلاص ومعالجة المريض أياً كان المهم أنه إنسان والتأكد من سلامة العقول والأجسام، وأنه يحق لنا أن نتساءل لماذا يسافر كثير من الناس للعلاج خارج المملكة ولماذا يتجه المواطن إلى مستوصفات الكسب المادي أو إلى الطب الشعبي رغم خطورته خاصة إذا عرفنا أن هناك الكثير من أبناء الخليج والوطن العربي يفضلون العلاج هنا في المشافي السعودية وما دام لدينا مستشفيات كبيرة وأجهزة متطورة أسئلة نعرضها على وزير الصحة الجديد د. عبد الله الربيعة فهل من إجابة؟؟



mahdi@aboabar.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد