Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
الإقليمية أم الوطنية يا علي الموسى؟!
د. فهد بن علي العليان

 

قضينا ليلة جميلة هادئة وساخنة -مع مجموعة من الزملاء- في ثلوثية الأخ العزيز الدكتور محمد المشوح مع قارئ وكاتب وطني مبهر يسيطر عليه حب الوطن كما يسيطر على كتّاب ومثقفي هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية. لقد كان لقاءً متميزاً وأمسية رائعة مع كاتب

جريدة الوطن الزميل المشاغب الدكتور علي بن سعد الموسى التي بدأها أستاذنا المتألق حمد القاضي (أبو بدر) بالإشادة بطرح الكاتب في موضوعاته الوطنية المتنوعة، ثم طوّف بنا الضيف في بساتين متعددة من بساتين منطقة عسير الجميلة والمحبوبة بدءاً ببداية الوطن وكتابته بها، ثم الحديث عن الجامعة، وبعد ذلك عن جوانب متعددة تهم مسيرة الكاتب.

ولقد حزنت كثيراً حينما ذكر الكاتب أن أحد المعلمين في مدرسة ابنه -والعهدة عليه- كان يحاول أن يستميل الابن ليسلم من الاحتكاك بفكر أبيه في المنزل! بل ذكر الكاتب أنه كان يحاول كثيراً ألا يطلع أفراد أسرته على مجموعة الفاكسات التي ترد إليه وهي تحمل الكثير والكثير من الإساءات والتهم المتعلقة بتفكيره ونواياه! بل إن المضحك المبكي ما ذكره من خبر تعيين اسم مشابه له في تعليم البنات وحينها طلب منه بعضهم مقابلة ومهاتفة ألا يقبل بهذا المنصب انطلاقاً من أنه لا يُستأمن على أعراض بنات عسير!. إن هذه وغيرها كثير من الأحداث والوقائع التي ذكرها عن تجربته المتميزة قارئاً وكاتباً ومفكراً، وأنا هنا أصر على أن (علي الموسى) قارئ من الطراز الأول وإلا لما كان كاتباً متميزاً؛ حيث أكد لي ذلك بنفسه بعد اللقاء عندما قال: أنتم تقضون في الرياض ساعات في الطرقات، بينما أنا أقضي مشواري في دقائق وأعود إلى عشقي القراءة والكتابة.

لقد كشف لقاء الثلوثية أن لقاءاتنا الثقافية أصبحت منذ عدة أعوام تبتعد عن مصادرة الرأي الآخر، وبدأت تتجه نحو الحوار الهادف والنقاش المقنع وقبول رأي الطرف الآخر على الرغم من اختلاف التوجه الفكري؛ إذ أدرك الأغلب أن المهم هو اللحمة الوطنية بعيداً عن التراشق واتهام النوايا ومن ثم الافتراق، ولقد كان من الأشياء الرائعة ما دار من نقاش بعد المحاضرة حيث شارك مجموعة من الحاضرين في بعض المداخلات والآراء الجريئة التي أصبح فضاء الوطن يستوعبها؛ حيث تحدث أحد الزملاء الأكاديميين بجامعة الملك سعود عن مشكلة عدم وجود الكاتب والمثقف السعودي العضوي إذ سرعان ما يبرز كتاب ومثقفون ثم يبدؤون بالانحسار تبعاً لمصالحهم الشخصية!. وبعد ذلك أثار كاتب هذا المقال مع الضيف قضية الإقليمية التي أحياناً ما يبرزها في بعض مقالاته وكأني به يذكي جذوتها من خلال محاولة إطفائها. وقد تمنيت كثيراً -وما زلت- أن ينتقل كاتبنا المبدع من لغة (أنتم) إلى لغة (نحن) لأننا جميعاً نحب عسير كما نحب الخرج والظهران والقريات وغيرها.

وأخيراً فلقد كان لقاءً ممتعاً مع كاتب مبدع أضفى بروحه المرحة وعباراته الجميلة جمالاً استقاه من جمال جبال عسير الخضراء، فحمداً لله على كل ما تنعم به بلدنا المملكة العربية السعودية من تقدم ورقي حضاري وثقافي وتعليمي في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله لكل خير.



alelayan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد