Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/03/2009 G Issue 13328
الخميس 29 ربيع الأول 1430   العدد  13328
الداعية والرقية
علي الخزيم

 

ظهر أحد الدعاة متحدثاً عبر قناة خليجية في برنامج دعوي، ورأى في طرحه أن كل أو غالبية من يتوجهون للرقاة الشرعيين إنما هم من مرتكبي المعاصي البعيدين عن الله، وأن ما بهم من علل فبسبب ذلك، هكذا أفتى وحكم؛ وتأسيساً على هذا الحكم لو سلمنا به واتخذناه قاعدة فإن الرقاة الشرعيين هم المُطهرون من المعاصي المُقربون إلى الله، وهذا في رأيي شطط وتجاوز ومبالغة لا مكان لها أدى إليها اندفاع وحماس الشيخ الداعية، وإلا فإن الواقع المشاهد يؤكد أن أحداً من الرقاة لم يدّع ذلك ولا عُرف عن السلف شيء مما قال، إنما هم يساعدون من ابتلي بمرض نفسي أو عضوي على تجاوز مراحل نحو الشفاء -بإذن الله- باطمئنان القلوب وارتياح الأنفس بذكر الله والانشراح الكامل بالتوجه للمعين الشافي سبحانه ومنه القبول وإليه يعود الأمر.. وأحسب أن من يتجهون للرقاة إنما هم مسلمون يؤمنون بالقدر خيره وشره وربما أن كثيراً منهم بعيدون كل البعد عن المعاصي والآثام، فهم متطهرون بصلواتهم وزكواتهم وأعمالهم الصالحة، ولو وافقنا رأي الداعية - جزاه الله خيراً- لحسبنا كل محتاج وطالب للرقية من أصحاب المعاصي ولو في سابق أمره، أو كأنما هو يجلب الشبهة لنفسه، وهذا مدعاة للهروب والابتعاد عن الرقاة غير أن الحاصل هو الإيمان بجدوى الرقية الشرعية وأنها عون -بإذن الله- للشفاء، دون تشكيك بنزاهة الراقي والمرقي له.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد