لم يكن أمراً ملكياً عادياً ذلك الذي نصَّب رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء؛ فالأمر الملكي الكريم الذي قد صادف أهله وجد أصداء واسعة وترحيباً كبيراً من الجميع الذين استبشروا بمقدمه مستشهدين بنجاحاته السابقة في قطع دابر الإرهاب وسدنته بإستراتيجية رسمها وقاد فواصلها بكل حكمة واتزان وقوة.
(الواقع الأمني ليس كما تصوره بعض وسائل الإعلام أو كما يتمناه آخرون، فالمواطن والمقيم والوافد مطمئن - ولله الحمد - على نفسه وعرضه وماله.. هذا هو الأمن الحقيقي).
مقولة قالها أمير الأمن وعين الوطن الساهرة في الدورة الثانية والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب استلهم الوطن من خلالها ثقافة الأمن والأمان والتفرد في كبح جماح الفئة الضالة، ولعلمه بأن ما حدث في البلاد لم يكن إلا فكراً مستورداً بعيداً عن الفطرة السليمة التي نشأ عليها المواطن السعودي فقد قال سموه أمام وزراء الداخلية الخليجيين في مسقط 2002م: (العالم في الحقيقة بحاجة إلى لغة عاقلة متزنة بعيداً عن الانفعالات وردود الأفعال التي تفتقر إلى الحكمة والاتزان، نحتاج إلى رؤية واعية شاملة لا تغلب المصالح الذاتية الضيقة على المصلحة العامة لما فيه أمن واستقرار الناس في كل مكان).
وتبقى مقولته التي اتخذها الجميع نبراساً وألهبت مشاعر المواطن وزادته إيماناً على إيمان بالوطن وأمنه ومكتسباته إذ قال سموه: (المواطن أينما كان هو رجل الأمن الأول.. هو الجندي الأساس لحماية وطنه من عبث العابثين.. ومن شر جنود الشياطين، وهو المعني بالحفاظ على مكتسباته.. وهو الوسيلة.. كما هو هدف النماء والرخاء والاستقرار).
وهو من جهة أخرى مخاطب ماهر أرسى فقهاً جديداً في كيفية التصدي للإرهاب عبر إستراتيجية حشد أهل الثقافة والفكر والتربية والإعلام والفقه للمشاركة في شن الحرب بلا هوادة ضد خطورة الإرهاب حيث قال سموه: يخطئ من يتوهم أن أجهزة الأمن تريد الحد من حرية الإعلام في عالمنا العربي أو التسلط عليه، ولكن الأمر في حقيقته تعاون على الخير ودفع لخطر يتهدد ثوابتنا ووقاية مجتمعاتنا من أخطار الإرهاب من خلال إيجاد أطر تضمن تلاحم أجهزتنا الإعلامية والأمنية لإبراز الصورة المشرفة للدين الإسلامي في مواجهة التطرف والإرهاب).
وكان قد صدر أمس الأول أمر ملكي كريم جاء فيه: بعون الله تعالى نحن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بعد الاطلاع على المادة السابعة والخمسين من النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم (أ-90) وتاريخ 27-8- 1412هـ وبعد الاطلاع على نظام مجلس الوزراء الصادر بالأمر الملكي (أ- 13) وتاريخ 3-3- 1414هـ وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، أمرنا بما هو آت:
أولاً: يعين صاحب السمو الملكي نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
ثانياً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
الأمير نايف.. سيرة ذاتية
ولد في مدينة الطائف عام 1353هـ.
تلقى تعليمه في مدرسة الأمراء ثم درس على يد كبار العلماء.
تلقى العديد من الدورات في السياسة والشؤون الأمنية.
1371هـ: تولى منصب وكيل إمارة منطقة الرياض.
1372 - 1374هـ: أمير منطقة الرياض.
1390هـ: نائب وزير الداخلية.
1394هـ: نائب وزير الداخلية بمرتبة وزير.
1395هـ: وزير الداخلية من تاريخه ولا يزال.
المهام الأخرى التي يتولاها سموه:
رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي.
رئيس لجنة الحج العليا.
رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني.
رئيس مجلس إدارة أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.
الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية.
ترأس اللجنة التي وضعت النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق.
نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية البيئة وإنمائها.
عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
الأوسمة والجوائز التي حصل عليها سموه:
حصل على عدد من الأوسمة والنياشين ومظاهر التكريم كان من أبرزها:
يحمل سموه وشاح الملك عبدالعزيز الطبقة الأولى والذي يعتبر أعلى وسام في المملكة العربية السعودية.
الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في الصين الوطنية في 17-8-1399هـ.
درجة الدكتوراه الفخرية في القانون في كوريا الجنوبية.
درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية.
وشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين عام 1397هـ الموافق 1977م.
وسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا عام 1397هـ.
وسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية عام 1397هـ.
وسام المحرر الأكبر من جمهورية فنزويلا عام 1397هـ.
وسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية عام 1400هـ.
وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.
2009م منحت الجامعة اللبنانية درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية للأمير نايف بن عبدالعزيز.
من أقوال الأمير نايف بن عبدالعزيز:
- الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ليست مجرد وثيقة للتاريخ تدين الإرهاب والقائمين به قولاً.. بل هي عهد عمل التزمنا بتنفيذه من الواقع بكل جدية وجدارة واهتمام.
- أخطر ما في الأمن هو الإحساس بالأمن نفسه.
- إن ظاهرة الفكر الإرهابي القائم على العنف والرعب والقتل دون تمييز بين رجل وامرأة.. شيخ أو طفل.. هدف مدني أو عسكري.. ودون مراعاة لدين أو قانون أو عرف أو أخلاق.. باتت بكل أسف خطراً حقيقياً يهدد إحساس الإنسان بالأمن.. ويسلب منه الحياة العزيزة الكريمة.
- مسؤولية الأمن في دولنا العربية مسؤولية عظيمة.. لعظم آثارها على حياة الناس واستقرارهم.
- إن الأمن بمفهومه الصحيح والشامل هو الأساس والمنطلق لكل مناشط الحياة.. هو الأساس والمنطلق للتنمية والتطور.. هو السلاح الفتاك في مواجهة الخوف.. هو الصيانة لمنجزات الحاضر وهو الحامي بعد الله لتطلعات المستقبل.
- إننا نأتي في طليعة الأمم والشعوب التي تنبذ العنف والإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه.. وندعو إلى التسامح والإخاء والمحبة انطلاقاً من مبادئنا الإسلامية التي تحرم ترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء والتعدي على الحقوق والممتلكات وانتهاك الأعراض والحريات.
- السجن ليس إقصاءً أو انتقاماً بل هو محطة من المحطات التي يراجع فيها المسيء حساباته مع نفسه ويطهرها من العوائق والذنوب والآثام والشرور التي أدت به إليه.
- الاهتمام بمكافحة المخدرات يجسم الحرص على وقاية الشباب العربي وضمان سلامته من المخاطر التي تستهدف صحته الجسمية والعقلية.