Al Jazirah NewsPaper Friday  03/04/2009 G Issue 13336
الجمعة 07 ربيع الثاني 1430   العدد  13336
هل نرى مرحلتين دراسيتين جديدتين؟
عبد الله إبراهيم حمد البريدي

 

آلاف مؤلفة من رسائل الماجستير والدكتوراه نيلت بعد جهد جهيد وتعب ودراسة، وترحال أحياناً شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. ولا يُنكر جهد مَن دَرَسَ، ثم اختبر، ثم عمل استبانة أو استبانات ألقيت في مدرستين أو ثلاث.. ولا يُعلَم كيف أُجيب عليها من قِبل الطلاب الذين يرون فيها ملهاة أكثر من كونها أوراقاً تتضمن معايير وصدقاً ومنحنى ومتغيراً، وثباتاً.. وخلافها!!

ثم بعد ذلك مناقشة يدور خلالها ما يشبه ما دار في داحس والغبراء، ثم النتيجة (فتاكة) درجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، مع توصية بطباعتها وتوزيعها على مكتبات الجامعات المليئة بآلاف مثلها لم تفتح، لا من أساتذة الجامعات، ولا من طلابها، ولا حتى من قِبل عمالة الجامعة من مختلف الجنسيات!!

بكل صدق أتساءل:: هل هناك فرق (علمياً) بين الشهادات المباعة هنا وهناك من جامعات (وسع صدرك) في الخارج، والشهادات العلمية المعتمدة التي يُبذل فيها جهود ويُتعب عليها داخل الوطن؟

وإني هنا لا أعمم كلامي على كل تلك الشهادات المعتمدة، بل أستثني قلة طُبعت ونُشرت على هيئة كتب ذات قيمة ووزن علمي.

إن كانت المسألة كلها ستنتهي بنتائج (نظرية) أي كلام في كلام وعلى ورق فاخر أو مصقول وقد يكون مُذهَّباً، ولكن دون أثر أو تأثير في واقعنا التعليمي والأدبي والاجتماعي والاقتصادي، و.. و.. إلخ، فالحال واحدة ولا فرق بين الشهادات التي يُبذل فيها المبلغ الفلاني وتأتي على طبق من ذهب، والشهادات التي يُبذل فيها الجهد والأعمال الشاقة!!

ثم إن كان هناك من يظن أن هناك فرقاً جوهرياً وعظيماً بينهما وهو: أن شهادات المتعَبين الذين شقوا وقضوا الليالي والأيام في الدراسة والكتابة والمذاكرة وكتابة الرسالة أو البحث، سوف يُعترف بها وسوف ترفعهم وظيفياً أو مادياً، فإن أصحاب الشهادات المريحة وذات التوصيل السريع أذكياء (إلى حد ما) لأنهم في الأساس لم يضربوا حساباً لاعتمادها أو الاعتراف بها، ولم يدر في خلدهم فكرة زيادة في راتب أو رفعة درجة في السلم الوظيفي نهائياً، بل إنهم أخذوها وجاهة فقط، في المجالس والاجتماعات الأسرية وفي الأماكن العامة، فيكفيه أن يُقال له: يا دكتور فلان.. فهي تستحق أن يُدفع لها عشرون أو أربعون ألف ريال!

السؤال المطروح بقوة ويحتاج لإجابة قوية من (أقوياء):

ماذا استفادت الحركة العلمية والثقافية والتربوية في بلادنا من تلك الشهادات التي آخر ما يُسمع عنها ومنها اسم (نائلها) بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى..؟؟

الهدف أيها الأحباب الكيف وليس الكم، وإلا فليس من الصعوبة أن يحمل تسعة أعشار موظفي الدولة شهادات ماجستير، وأربعة أخماسهم يحملون الدكتوراه، بامتياز مع مراتب شرف وثيرة جداً جداًَ!!

أعيد تساؤلي للأهمية:

شهادات الماجستير ومن بعدها شهادات الدكتوراه المحلية المعترف بها (والمتعوب عليها)، أين موقعها في المكتبات العلمية والثقافية والأدبية؟ وبصيغة أوضح: أين أثرها وتأثيرها في تعليمنا، بل وفي حياتنا؟

* غمزة:

هل يأتي اليوم الذي نرى فيه مرحلتين دراسيتين جديدتين بعد المرحلة الثانوية: مرحلة الماجستير ومرحلة الدكتوراه؟؟؟



*Al-boraidi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد