في جميع المطارات العالمية وخاصة الأوروبية تجد غرفة مخصصة للمدخنين، ويمنع منعاً باتاً التدخين في سائر أروقة المطار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على احترام حقوق الإنسان وعلى التقدم الحضاري في هذه الدول.

وفرحنا عندما رأينا مثل هذه العادة قد تسربت إلى مطار (الملك خالد بالرياض) وأعجبت بهذه الفكرة أيما إعجاب، وقلت في نفسي الحمد لله فإن مملكتنا بهذا سبقت جميع الدول العربية ولكن (يا فرحة ما تمت) فقد تفاجأت بالواقع المر.حيث لا يوجد أحد يطبق هذا الأمر فالشرطي الواقف على بوابات العبور يدخن والضابط يدخن، ورجل الجمارك يدخن، والمسافرون يدخنون في كل مكان والغرفة المسكينة خالية من المدخنين، إلا بعضهم ممن يظن إن هناك غرامة مالية أو عقوبة تنتظره إذا ما خالف أو ممن لن يجد أولئك القدوات يدخنون، وأكثر ما لفت نظري في مطارنا أن بعض الأوروبيين رأيتهم يدخنون في أروقة المطار، وكأن حالهم يقول: لو كانوا جادين لما دخن المسؤولون في المطار، وواقع الحال يقول :(إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهله الرقص)، إن مثل هذه التجربة ما كان لها أن تنجح في مطارات الغرب لولا وعي كل فرد فيهم بمدى أضرار التدخين، ومحافظة كل منهم على صحته، واحترام كل منهم لحقوق الآخر، ووعي القائمين على الأمر وجديتهم في تطبيق القانون دون مجاملة لأحد، فمتى يتحول التقليد إلى قناعة عند الأفراد والمسؤولين.