من المؤكد أنه ليس للندبات الجلدية المتضخمة أي ضرر محتمل على صحة جسم الشخص المصاب بها فهي تعتبر من الأورام الحميدة، إلا أن مظهرها الخارجي غير مستحب لدى الكثيرين وبالتالي يلجأون إلى أطباء جراحة الجلد والتجميل لتعديل أو إزالة وترميم تلك الندبات سواء بالعلاج الطبي أو الجراحي، الأمر الذي يتطلب متابعة حثيثة من الطبيب والمريض معاً للتعامل مع هذه الكتل وضمان عدم تكرارها مرة أخرى.

تصيب الندبات الجلدية المتضخمة فئة معينة من الناس خاصة الذين تنحدر عروقهم من أصول أفريقية أصحاب البشرة السمراء أو الأشخاص الذين لديهم قابلية وراثية، حيث يمتازون بظهور أورام جلدية مختلفة الحجم متشعبة بعد حدوث جرح أو حتى التهاب تكيسي في البشرة وتلتئم الجروح عندهم بشكل مبالغ أكثر من الحالات الطبيعية، وتظهر الندبات عادة في أماكن الجروح بعد حقن الجسم بالإبر أو بعد عمليات جراحية معينة أو بعد ثقب الأذن أو بعد حدوث التهابات حب الشباب الكيسي في الرأس وأعلى الجذع والرقبة، كما تأخذ الندبات المتضخمة عدداً من الأشكال منها بيضاوي في الأذن أو عقربي في الصدر أو طولي مستدير الأطراف في الساعدين والفخذين أو أشكال عملاقة مشوهة للجسم في الكتفين وأسفل الرأس.

لعلاج هذا المرض الجلدي تتوافر العديد من الكريمات والضمادات العلاجية الخاصة لتلك الندبات، إلا أن تأثيرها بطيء وقد يحتاج المصاب شهوراً لتحسين حالته وليس شفاءها كما قد تفشل أحياناً تلك العلاجات الموضعية في إعطاء النتيجة المرجوة، وتبقى أبر الكورتيزون الموضعية هي إحدى الوسائل الفعالة لعلاج تلك الندبات حيث تساعد على الانكماش التدريجي للندبة وهبوطها إلى مستوى الجلد ويحتاج المصاب إلى جلسة واحدة شهرياً لمدة عدة شهور، أما العلاج الجراحي فيتم اللجوء إليه عندما تفشل جميع الحلول العلاجية الطبية الأخرى حيث توجد عدة أنواع للجراحة أولها استئصال جراحي بسيط للندبات الجلدية الصغيرة في المناطق التي تكون فيها قوة الشد قليلة مثل ندبات فروة الرأس مع حقن الكورتيزون في أطراف الندبة، وهناك استئصال جراحي للندبات وعمل ترقيع جراحي في مناطق منتصف الجسم مثل الصدر والظهر والمناطق التي تكون قوة الشد فيها كبيرة، بالإضافة إلى استئصال جراحي للندبات الصغيرة وترقيع تجميلي في الأذن.