Al Jazirah NewsPaper Friday  10/04/2009 G Issue 13343
الجمعة 14 ربيع الثاني 1430   العدد  13343
ناس في الخيال
الشاطر حسن وست الحسن

 

الشخصيات الخرافية عديدة ومن ألطفها وأقربها للخيال العادي البسيط قصص الشاطر حسن و(ست الحسن والجمال)، البنت الحلوة التي تمثل الخير الطفولي النقي كالحلم العذب، والندى كالزنبقة البيضاء المتفتحة لأول بشائر نور الفجر، و(الشاطر حسن) الذي لا يملك سوى الحب والشجاعة والمروءة وساعده القوي وإشهار السيف للدفاع عن الحق عند الضرورة.

و(الشاطر حسن) شخصية إلى جوار (ست الحسن والجمال)، يرمزان للحرية، الحق، والعدل... تكون سندها وقوتها الدفاعية المتعاونة معها، عبر التزاوج، على نثر بذور للبر في كل مكان، وما تلبث أن تنبثق في الأرض براعم تنشأ منها أجيال، تكون بكثرتها سياجا يحمي (ست الحسن والجمال) وتكون في الوقت ذاته امتدادها في إشاعة الخير الجميل.

وغالباً ما تعترضهما المكائد الشريرة التي تحيكها ضدهما (الغولة) وحليفتها (البنت الشيلة).

وسط إظلام لا تضيئه سوى شمعة ترمي شعاعات نور باهتة ومهتزة تبعث جوا يجبر الجميع على الهدوء. مع أصوات إيقاعات مريبة تأخذ كل حركة دلالتها الشعورية وتتوضح معانيها، ومن عناصر: الصمت والصوت والضوء تبعث المعاني والرسائل. (البنت الحلوة ست الحسن والجمال) خطواتها أشبه بالتحليق وإيماءات اليد والوجه والعين تثبت أن هذا الكيان النابض يمكن أن يشف ساعيا في طموحه نحو (الخير)، وأن يرقى إلى الصفاء. وعلى النقيض تقف (البنت الوحشة الشيلة) بالصراخ والخبط والتعثر والفظاظة، تستعد لتنقض على حديقة (البنت الحلوة) التي تنجب نوار الخير من (الشاطر حسن)، فيحتدم الصراع بين العدوان والمقاومة، وتتوضح الدلالات التي يمكن أن تنسجها خيوط قصة بسيطة من تراث حواديت الأطفال.

ويبرز ببساطة شديدة دون أي تعقيدات في السرد أهمية الخير والصدق والقوة في مواجهة الشر الذي لا بد وأن يكون الفشل مصيره في آخر المطاف، وبزوغ شمس السعادة على القلوب النقية الصالحة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد