Al Jazirah NewsPaper Friday  10/04/2009 G Issue 13343
الجمعة 14 ربيع الثاني 1430   العدد  13343
رسائل إلى أئمة المساجد
بدر الحقباني

 

الحمد لله الذي أمرنا بالائتلاف ونهانا عن الاختلاف والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. يقول الله تعالى{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.

من المسجد انطلق شعاع الإسلام بدعوة خير الأنام دعوة لا غلو فيها ولا تطرف، دعوة باللين والقول الحسن بل وبمكارم الأخلاق. من هنا أحببت أن أرسل بعض الرسائل لإخواننا أئمة المساجد وأنا أزعم أني لست بأفضلهم ولكن رب حامل فقه إلا من هو أفقه منه. لأن الأمانة على عاتقهم كبيرة فهي ليست مجرد وظيفة يتقاضى عليها مكافأة.

الرسالة الأولى: يا من شرفك الله بإمامة المسجد وحملك أمانة عظيمة أشفقت السموات والأرض من حملها هل أديت هذه الأمانة حقها. إن كثيراً من الأئمة -هداهم الله- لا يعرفون المسجد إلا بإمامة الجماعة في الصلاة ناهيكم عن تفقد حال الجماعة والسؤال عنهم.. إن الحرص على تلمس حاجات الجماعة والسؤال عنهم ومعرفة حالهم لهو من أوجب الواجبات.

الرسالة الثانية: إن من مكارم الأخلاق التي دعت إليها جميع الشرائع السماوية احترام الكبير والعطف على الصغير، حيث نجد بعض الأئمة لا يقيم للكبير من جماعة المسجد قدره ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام يقول ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا. فلو أعطى هذا الإمام أو المؤذن لهذا الكبير قدره واستشاره في بعض الأمور التي تخص المسجد لكان هذا كسباً لقلب الكبير.

الرسالة الثالثة: بعض الأئمة هداهم الله يعمل في المسجد ما يراه هو وكأن الأمر لا يعني جماعة المسجد وهذا لاشك أنه عمل غير صحيح، لأن ذلك قد لا يتفق مع رأي جماعة المسجد وبالتالي يتفرقون وهذا لا شك ينافي مقاصد الشرع لأن صلاة الجماعة من أهم مقاصدها الاجتماع.

الرسالة الرابعة: عدم مراعاة الإمام لحال المأمومين سواء في الصلاة أو في الخطابة ورسولنا عليه الصلاة السلام أمر بمراعاة الكبير وذي الحاجة في الصلاة. ومما يزيد الأمر سواء ما نراه في كثير من المساجد من تلك التصرفات والمتمثلة في مكبرات الصوت والتي كثر الكلام عليها وقد صدر توجيه معالي وزير الشئون الإسلامية بهذا الخصوص لكن هل من مجيب. ناهيكم عن تلك الروائح من البخور وغيرها والتي قد تسبب حساسية للمصلين لأن الكثير منها مصنع كيمائياً.

الرسالة الخامسة: نشاهد بعض الأئمة ممن يقربون مكبر الصوت منهم يقومون بحركات قد تكون حركات زائدة وهي عندما يقرأ يضع مكبر الصوت قريباً منه ثم إذا أراد أن يركع تنحى قليلاً وهكذا. ولا شك أن المسلم مأمور بالخشوع والطمأنينة. ناهيكم عن التكلف المبالغ فيه وقد نهينا عن ذلك فلا تكن من المتكلفين. سواء في القراءة او في الخطبة. أسأل الله لنا ولهم الهداية وأن يبارك في الجهود وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد