Al Jazirah NewsPaper Friday  10/04/2009 G Issue 13343
الجمعة 14 ربيع الثاني 1430   العدد  13343
المرأة جانية وضحية!
رمضان جريدي العنزي

 

لدي قناعة تامة بأن الرجل والمرأة كليهما يملكان نفس المشاعر والأحاسيس وكل منهما يملك عقلاً ويملك جنوناً وكل منهما يملك حيزاً كبيراً من التفكير وحيزاً كبيراً من الإبداع وحيزاً كبيراً من الخطأ وحيزاً كبيراً من الصواب وكل منهما يملك قدراً كبيراً من التفاعل الحياتي المتفاوت وكل منهما يملك حكمة ويملك شططاً، وكل منهما يملك في حياته معاناة من الطرف الآخر، فالمرأة تعاني وجعاً من الرجل وكذلك الرجل يعاني وجعاً من المرأة، لكن المرأة لها ميزة قوية في الصبر والاحتمال فهي تكتم آلامها وأوجاعها وتسكت على مضض خوفاً من ألسنة الناس الحداد الخارجة والإشاعات، لكن الرجل لا يتحمل وغير صبور وفي كثير من الأحيان أناني ومتسرع في اتخاذ القرارات. المرأة في واقعنا الاجتماعي معرضة للغمز واللمز أكثر من الرجل ومع ذلك فهي تعي أهدافها الحياتية وتفعلها بشكل ملفت رغم الصعوبات الكبيرة والجمة والسهام التي تمرق عليها من كل حدب وصوب ومساحة الحرية الضيقة التي تعاني منها في كل حالاتها الخاصة والعامة، بينما الرجل يملك حرية متاحة واضحة في حله وترحاله ولديه سهولة واسعة وكبيرة في أفعاله وفي تصرفاته دون قيود كالتي على المرأة، ولا يحاسبه عليها المجتمع وربما لا يتم انتقاده بالشكل المطلوب والرادع كما يفعل مع المرأة. إن المرأة في العرف الاجتماعي السائد ليس لها الحق في إبداء الرأي والمشورة وتقويم الاعوجاج، بينما في الواقع الإسلامي الحنيف المطهر لديها حق إبداء الرأي والمشورة مثلها مثل الرجل، وهناك شواهد كبيرة من تاريخنا الإسلامي في هذا السياق، المرأة في العرف الاجتماعي السائد ليس لها حرية الاختيار لا في الزواج ولا في غيره وليس لها أي أحقية في اتخاذ القرارات الخاصة بها أو العامة في شؤون الأسرة أو في المحيط الاجتماعي المقرب لها، بينما الواقع الإسلامي كفل لها أحقية الاختيار وأحقية القرار الصائب مثلها مثل الرجل وإن رفض الرافضون والظلاميون من المجتمع الذكوري (المقطب) الجبين، الذي ينظر للمرأة بأنها مجرد إعطائه أي فرصة للنمو والتكاثر والتفكير والتعايش كما أراده الباري عز وجل وعليه - أي هذا المخلوق - أن يسمع ويطيع ويلبي فقط دون أي حوار أو جدال بالحسنى. إنني لا أتحيز مع المرأة ضد الرجل، بل أكتب عن (الحياة) التي (أعطيت) للرجل (وأخذت) من المرأة، إن هذا هو الواقع الذي نعيشه ونحسه وإن تم إنكاره أو جحوده أو تهميشه، فهل نعي وندرك ونطبق التعاليم الإسلامية الحنيفة في إعطاء المرأة حقها في الوجود وفي ممارسة الحياة واستنشاق الهواء النقي، كما وعينا وأدركنا وأعطينا الرجل حقه دون وجه محاسبة أو نقد أو عتاب أو حتى مجرد دعابة.



ramadanalanezi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد