قضية أصبحت متداولة هذه الأيام خاصة بعد توجه وزارة التربية والتعليم في تقليص برامج الدمج لأسباب مختلفة لا يتسع المقام لذكرها، وهنا سوف نتحدث عن برامج الدمج الخاصة بالمكفوفين (الإعاقة البصرية)، كان البعض فيما مضى يشيد بالبرامج ويثني على صاحب الفكرة ورائدها وذلك لمصالح شخصية ومادية ووظيفية والبعض يشيد بالبرنامج لما لاحظه على الطلبة من اندماج في المجتمع والتعرف على شرائح مختلفة من الطلبة، سواءً من المعاقين بصرياً أو من المبصرين، والآخر يشيد بالدمج لبقاء ابنه وفلذة كبده بقربه يتعلم ويقرأ ويكتب ويذهب للمدرسة صباحاً ويعود بعد الظهر فينام في منزله وبين أحضان والديه، والطرف الآخر يرى أن الدمج غير مجدٍ وذلك لعدم توفر الكوادر المخصصة في تعليم ذوي الإعاقة البصرية ببرامج الدمج مما نتج عنه ضعف في تحصيلهم العلمي إضافة إلى عدم اهتمام بعض المعلمين بهذه الفئة نظراً لعدم تحفيز بعضهم مادياً مقارنةً بزملائهم في برامج الدمج الذين يحصلون على نسبة معينة مقابل تعليمهم لهذه الفئة أو مقابل الإشراف عليهم، ولكثرة الحديث في هذا الموضوع تجاوز البعض حدوده في النقد مما ساهم في تشجيع البعض للكتابة في الصحف والحديث في الإذاعة وغيرها عن الدمج وسلبياته أحببت أن أتكلم في هذا الموضوع مع العلم أني لست حريصاً على هذا لكن رأيت أنه من واجبي الحديث عن الدمج بكل صراحة.

الدمج: يكفينا منه قرب الأطفال المعوقين بصرياً من أسرهم أثناء تعليمهم وأن يكون أحدهم في أحضان والديه هذه تكفي للطفل الكفيف بحيث يكون لديه الاستعداد التام لتلقي العلم حتى لو كان فيها بعض التقصير والتدني في مستوى الطالب.

ولو سألت أهل الطلبة الذين لا يوجد في مناطقهم معاهد نور عن استمرار الدمج من عدمه لطالبوا بالدمج، ولو سألت أهل الطلبة الذي توجد في مناطقهم معاهد نور عن الدمج لقالوا يجب أن يغلق.

هنا يتضح لنا أن الكل ينظر لبرامج الدمج من زاوية واحدة.

قال لي أحد المكفوفين يا أستاذ خالد: نحن المكفوفين في غربة منذ الطفولة وحتى الوظيفة!!

قلت له كيف؟؟

فقال: تعلمت في معهد النور بمكة المكرمة وأسرتي في الطائف ثم بعد تخرجي عينت في أبها، معنى هذا أن الكفيف يعيش أكثر من 18 سنة في غربة.

وهنا أقول للدكتور ناصر الموسى (لله درك يا أبا عبد الله) لقد اجتهدت وأديت ما عليك ونفعت هذه الفئة قدر استطاعتك ولك مني ومن أبنائي المكفوفين خالص التحية والتقدير.. وصلى الله على نبينا محمد.