حينما ننطلق مسافرين نكون أكثر حذراً وترقباً وتوقعاً وخوفاً من حادث سير ونكون أشد حساسية تجاه أي حشد من المسافرين يتراءى لنا ظناً منا أن ذلك ناتج عن حادث وقع لمسافر ربما تجاوزنا قبل دقائق فنعدل من جلستنا ونهدئ السرعة نربط الحزام ونحكم قبضتنا على المقود وتتسارع نبضاتنا وحينما نصل إلى ذلك الحشد فقد تصدق ظنوننا.
|
وتتراجع حساسيتنا شيئاً فشيئاً تجاه المشهد السابق بتكرر حدوثه إلى أن يصبح شيئاً غير ذي بال. وفي الحروب لا قدر الله لا يهم الناس أو يهزهم حادث سير عابر نتج عنه كسور ورضوض وكدمات وتلفيات كبيرة فما تحدثه الحرب أشد فظاعة وألماً تأثيراً، أنا هنا لا أريد أن أغم قارئي الكريم ولكنني أريد أن أصل به إلى ما هو غير بعيد من ذلك.
|
فالكاتب أو الشاعر أو الفنان أو الإعلامي حينما يتجاوز بتناوله ما يصدم المتلقي بتعديه غير المسؤول على شيء من ثوابته أو مثله ومبادئه يحدث لمتلقيه ما يحدث لسالك الطريق وبتكرار ذلك تتراجع ردود الأفعال والدهشة والحساسية ويصبح ما لا يقبل بالأمس جزء من ممارسة عادية لا تستحق الوقوف أمامها؛ فالإعلام والأدب والفن هي ما يوجه المجتمعات إلى السمو والرقي أو الانحدار.
|
|
|
|
من جانب الحق أردته عمايته
|
|
وأحزم الناس من بالحق يعتصم
|
|
الدين دين الهدى تبدو شرائعه
|
|
بيضا تكشف عن أنوارها الظلم
|
|
ما فيه عند ذوي الألباب منقصة
|
|
ولا به من سجايا السوء ما يصم
|
|
يحيي النفوس إذا ماتت ويرفعها
|
|
إذا تردت بها الأخلاق والشيم
|
|
لا شيء أعظم خزياً أو أشد أذى
|
|
من أن يطاع الهوى أو يعبد الصنم
|
|
|
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7559» ثم أرسلها إلى الكود 82244
|
|
|