Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
القراءة في مكتبة الملك عبدالعزيز
د. خليل إبراهيم السعادات

 

الملتقى الذي أقامته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة حول (تجاربهم في القراءة) أعاد إلى أذهاننا المشكلة الثقافية الكبرى التي يعاني منها الفرد العربي وهي قلة القراءة وعدم الاهتمام بها.

نعلم جميعاً ما توليه جميع المجتمعات للقراءة الحرة والعامة من أهمية بالغة ارتبطت بحياة الفرد وبخططه وممارساته اليومية. كما نعلم جميعاً الاهتمام الكبير الذي يوليه الفرد للقراءة في المجتمعات الأخرى، فنجد أن الناس هناك يقرؤون أثناء ركوبهم القطار أو الحافلة أو جلوسهم في المطعم أو المقهى، ويشغلون وقت فراغهم بالقراءة أثناء انتظار دورهم لدى الطبيب أو المحامي أو غير ذلك بالإضافة إلى القراءة المنتظمة في البيت، وهي قراءات يقومون بها خارج الإطار الأكاديمي أو التعليمي الرسمي ولذلك فإن دور النشر في البلد الواحد لديهم تعد بالآلاف وكذلك الكتاب والمؤلفين، كما تعد الكتب في كل المواضيع بمئات الآلاف وإذا أردنا المقارنة بين ما ينشر في العالم العربي قاطبة وليس بلد عربي واحد وبين أحد تلك البلدان فإن مجال المقارنة ربما لا يكون قائماً هذا فضلاً عن قلة الإنتاجية والنشر في مجالات البحث العلمي بالإضافة إلى تدني مستوى الدراسات العليا في العالم العربي ومنح درجات ماجستير ودكتوراه دون مستوى علمي يذكر وأحد الشواهد على ذلك هي رسائل الماجستير والدكتوراه المتواجدة في المكتبات. والقراءة هي منظومة ثقافية يجب أن تنمى وتزرع في أذهان الناشئة والشباب منذ مراحل الطفولة المبكرة من قبل الأسرة المتعلمة في توفر الوعي بأهمية هذه الخاصية، وفي مراحل التعليم الأولى.

فمن غير المجدي أن نطالب الشباب والشابات في المرحلة الثانوية أو الجامعية بالقراءة الحرة في تلك السن مع تواجد أمور أخرى قد يرونها أفضل وأمتع وأكثر تسلية مثل التلفاز بقنواته المتعددة والحاسب والإنترنت مع ما فيهما من فوائد تعليمية إذا استغلا الاستغلال الأمثل، وألعاب الفيديو وكرة القدم وغيرها ثم بعد ذلك متوقع منهم الاستجابة فهم لم ينشأوا على ذلك لأن ناشئي الفتيان منا ينشأ على ما كان عودة أبوه ولم تنمَ في نفوسهم حسب القراءة والتعود عليها واعتبارها ممارسة يومية وجزءا من النشاطات الحياتية الفردية. وإذا أردنا أن تتم هذه الأمور فيجب أن تتم ضمن المنهج الخفي في المراحل الابتدائية وتستمر حتى المرحلة الثانوية وبالكاد نستطيع أن نؤثر في مسار الناشئة وتعديل نظرتهم واتجاههم نحو القراءة وهي من الأمور التي ربما نحتاج إلى إدخالها ضمن عمليات تطوير التعليم العام لدينا خاصة مع تدني مستوى خريجي الثانويات العامة الذي يلاحظ بشكل واضح أثناء دراستهم في الجامعة. وربما قد نواجه بأمور مثل النظام والإشراف والإدارة والنظرة التقليدية للتعليم ولدور المعلم ولكن هذه الأمور يجب أن تكون عوامل مساعدة على تطوير التعليم ونشر ثقافة القراءة الحرة والتعلم الذاتي وتنمية ملكة البحث عن المعرفة والتفكير الناقد.

مثل هذه الملتقيات الثقافية الأدبية التي تقيمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هي بمثابة الصالونات الأدبية والمراكز والتجمعات الفكرية التي كان لها تأثير سابق وما زال في مسار التربية والثقافة والفكر العربي، وهي تؤدي دوراً ملموساً في نشر حركة العلم والثقافة وتجمع الأدباء والمثقفين والكتاب والأكاديميين حول مواضيع معينة لمناقشتها وتدارسها بما ينفع ويطور الحركة الثقافية والأدبية في المجتمع.

وعلى الله الاتكال.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد