Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
ممر
شروق وغروب..!
ناصر الصرامي

 

يرصد فيلم (شروق غروب) يوما قاسيا من حياة صبي، من مشهد ولد يجلس بخوف وارتباك على أرض حمام بدائي وبئيس يعكس واقعا مرتبكا حيث يتم استدعاؤه من والديه إلى مشهد إفطار صامت إلا من راديو يقدم ترتيلا بصوت حزين لآية من القرآن الكريم، ومشهد لعائلة مجتمعة لإفطار بسيط وبحزن واضح يتلبس الصباح.، حيث بداية اليوم، بداية الفيلم. الولد ينتظر الأب الكسول والمدخن بشراهة، ليوصله بسيارته المنتهية الصلاحية، والطريق إلى المدرسة يمر بأحياء وسط مدينة الرياض، في مشهد لا تشبه صوره اللقطات النمطية للمدينة،حيث أحياء متوسطة وفقيرة، وسيارات غير السيارات الفارهة والنظيفة التي ترتبط بالصورة الذهنية للحياة هنا.

وفي المدرسة (رمز التعليم) التي يقضي فيها نصف نهاره تزيد إيقاع الإرباك اليومي لحياة طفل حيث لا تمنحه أي أمان أو حلول أو أمل، فالسخرية من زملاء الدراسة، ومعلم منهمك في تثبيت أسلوب التلقين بشيء من الإهمال، لكن مع قسوة من عصاه الغليظة.

بعد يوم دراسي ممل وقاس وانتظار يكرس إهمال الأب أو حالة غير المبالاة العامة يأخذه الأب إلى مكان عمله عند إشارة مرورية، ليبيع المناديل وأشياء أخرى على الطريق.

في الفلم السعودي يواصل المخرج التجديف في المحظور الاجتماعي، ويقدم للانتهاك الجسدي والجنسي الذي يتعرض له الصبي في إحدى زوايا الشارع مقابل مبلغ مالي، وليس بعيدا كثيرا عن سيارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تلمحها الكاميرا عنوة أو خلسة، لكن الصورة تظهر انشغال الهيئة بقضايا أخرى، وحين تشك بما يحدث بالقرب منهم تفشل في القبض على منتهك الطفولة الذي هرب سريعا، عندها توجه جهدها للقبض على الصبي، يستكمل انهتاك البراءة، ولينتهي الفيلم - اليوم - بالشمس الغاربة من شباك سجن الهيئة حيث يحجز الصبي لأسباب غير معروفة.

(شروق وغروب)، هو الفيلم الأول لمحمد الظاهري استطاع الفوز بجائزة مسابقة الأفلام القصيرة للدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي بدبي، بعد أن قدم لجدل مهم رفع الكاميرا عن الروح الخجولة والمتحفظة، مجسدا بواقعية تجريدية الحياة غير المزخرفة للمدينة.

الفيلم من إنتاج مجموعة (تلاشي) السنمائية الشبابية السعودية، المجموعة التي تضم مخرجين ونقادا سينمائيين سعوديين،عرض لأعمال أثارت الانتباه والإعجاب والجدل والصدمة ايضا،كما مشاركة بارزة لمخرجات سعوديات تحدين القيود، وعرضن لمجتمعهن وفلسفتهن من منظورهن الخاص، ليؤكدن مشاركة العنصر النسائي في مسعى جاد لتحريك السينما السعودية.

الحقيقة فقد أصبح السعودي لاجئاً سينمائياً في بلاد تستقبل صناعة أفلامه وتعرضها أمام الجميع، لكنهم يحاولون مجتمعين تقديم إبداعاتهم خلف الكاميرا وأمامها بهدف تأسيس سينما محلية منوعة ولو بعيدا عن جمهورها الاصلي..

إلى لقاء



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد