Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/04/2009 G Issue 13354
الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1430   العدد  13354

خطب جلل
صالح بن عبدالله الزرير التميمي

 

فقد العزيز والغالي على القلب مصيبة عظيمة، وأمر جالب للأحزان، وداع إلى ذرف الدموع، والفراق أمر لا بد منه شئنا أم أبينا لأن الباري جل وعلا كتب علينا الموت كما قال جل من قائل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ولكن هناك من الناس بموته نفقد أشياء كثيرة وتختفي بسمات وتذرف العبرات حزناً على موته، وموته خطب جلل ليس بالأمر الهين، ومن هؤلاء محافظ الرس السابق والدي الشيخ: منصور بن عساف العساف الذي توفي - رحمه الله وجعل الجنة سكناه- يوم الجمعة 7-4-1430هـ في مدينة الرياض، هذا الرجل صاحب المآثر الطيبة والخلق الحسن الذي عُرف بها في حياته زيادة على حبه للخير وأهله، وحرصه على مجالسة الأخيار من الرجال، وخلق التواضع الذي كان يتصف به، وكم من مرة زرته مع والدي فوجدت منه الترحيب وصفاء النفس وجميل الكلام والكرم والنبل والجود، ووالله إنني لن أنسى كلماته التشجيعية لي عندما أثنى عليَّ وعلى جريدة الجزيرة التي تهتم بنشر أخبار المدن والمحافظات في بلادنا الحبيبة حينما قرأ لي عدة مقالات وتعقيبات أطالب فيها لمحافظتي بما تحتاجه مع مجموعة من الزملاء، وهو يقول لي بأنه يتابع كل ما أكتب في الجزيرة ويحرص أشد الحرص على ذلك، مقدماً لي أحلى وأجمل كلمات الشكر التي زادت من حماسي وإصراري على مواصلة الكتابة، فشهادته لي شهادة عالية سأضعها وساماً على صدري وسأظل افتخر بها طول عمري لأنها جاءتني من والدي، ممن يعرف قدر الرجال وينزلهم منازلهم، ومثله أحسن ربي إليه وجعل قبره من رياض الجنة عز لمن يثني عليه ويقول له أحسنت، ويعلم الله أنني تألمت لموته وحزنت حزناً شديداً وبين عيني صورته التي لا تفارقني، وكلماته المعسولة التي خرجت من فؤاده إلى فؤادي وصداها يتردد على مسمعي دائماً، وحيال هذه المصيبة لا أملك أنا وغيري من محبيه الذين يعرفونه والذين لا يعرفونه ولكن من سيرته الحسنة أحبوه إلا أن نقول كما قال ربنا جل وعلا في سورة البقرة: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فالله أسأل بمنه وكرمه وجوده أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنان، وأن يغسل خطاياه بالماء والثلج والبرد، وينقه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس، ويجبر عزاء أبنائه وجميع أهله ومحبيه في فقده، وقد جادت قريحتي بهذه الأبيات حزناً على وفاته:

يقول من ضاقت عليه الوسيعه

واحزنه علم جابه إفلان وإفلان

قالوا رحل عنا بليا رجيعه

منصور ابن عساف بالقبر سكّان

وموته بلا شك علينا فجيعه

هزت جميع اللي يعرفه بالأوطان

مات الذي نفسه لربه مطيعه

أبو علي راع الجمايل والإحسان

مات الشهم راع العلوم الرفيعه

اللي إلى جيته سواليفه أفنان

طلق الحجاج اللي هناه وربيعه

إمجالس أهل الطيب ذربين الايمان

عز الله بموته فقدنا وديعه

واقلوبنا عقب الفرح صابه أحزان

كم من نفوس بالبرايا وضيعه

بالجاه ويّا المال خلى لها شان

من جاه يبغى فزعته له يطيعه

يلقى المراد ولا يعود بخسران

شيخ ولد شيخ ونفسه شجيعه

بالبذل والفزعه سلايل كحيلان

يالله ياللي له سجدنا ونطيعه

يا منزل لاقرا وطه والإنسان

تغفر ذنوبه يا إله الشريعه

وتجعله بالجنه وروح وريحان

الرس - ص.ب 1200


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد