Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/04/2009 G Issue 13354
الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1430   العدد  13354
مهلاً هل أنت مدخن؟..!
هياء الدكان

 

لوكنت مكانك لما رفعت لفمي سيجارة أبداً..

لو كنت مكانك لطهرت أنفاسي قبل أن أطلقها سموماً لبدا.. لو كنت مكانك لتحديت هوى نفسي، وأبدت بيدي قاتلاً يقتل الملايين من البشر وأعلنت ألا للتدخين لا وقد أمرنا بألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة.

انظر إلى نهايات بعض المدخنين نسأل الله السلامة بين أمراض قلب وسرطان وشرايين، وإفلاس في الدنيا والدين، وإزعاج للآخرين، مع حملهم على الاشمئزاز من صاحب تلك السيجارة التي أصبحت رفيقة دربه! وأنيسة مجلسه! فلا يفارقها ولا تفارقه!! وما هي..؟ إلا سموم يحملها أين ما ذهب!.

وتجد من يسوقون لهذه العادة الكريهة يقولون -عافانا الله وإياهم- أنهم يشعرون بأن لهذه السيجارة ارتباطاً بالرجولة والثقة بالنفس خاصة ممن هم في سن المراهقة.. وآخرون ومنهم كبار ولديهم درجة من الوعي للأسف يعتقدون أن التدخين يساعد على الاسترخاء ويهدئ الأعصاب -وما هو إلا مدمر لها لو تأمل- وغيرها من الأعذار التي لا تعد إلا أعذاراً واهية نابعة من ضعف ولا مبالاة واسأل المجربين.

ذات مرة رأيت رجلاً يجلس على عتبة أحد المحال التجارية وفي يده سيجارة يضعها في فمه تارة ثم يلتفت وينفث دخانها وهو غارق في التفكير تارة أخرى إلى الأسفل وكأنه قد نسي من يجلس مجاورا له ملتصقاً بثوبه ينفثها في وجه طفل بريء لم يتجاوز الثلاثة أعوام، قد يكون هذا الطفل فلذة كبده...، وآخر ينفث دخان سيجارته داخل سيارة مغلقة المنافذ وداخل السيارة بجواره امرأة تحمل طفلا في تدخين سلبي مؤلم؟!! ومؤسف...؟!!.. ألم تعلم أو تشعر... أو لم تصارحك زوجتك أو قريبتك أنك تؤذيها وتحرجها برائحة الدخان المنبعث منها ولا ينفع معه أي أنواع العطور!!... عندما تصطحبها لأي مناسبة أو لمدرستها أو لعملها وعيون الاتهام تلاحقها فتحرج ولا تدري ماذا تقول لهم ولم يسألها أحد؟!!...

أمور كثيرة وآلام كبيرة مسببها نفث دخان... فلننتبه ولننتفض ونخلص أنفسنا وأحبابنا وأصدقاءنا مما يؤذيهم بسببنا وما ينقص من قدرنا عندهم، وربما لا نشعر فكل قدوة لغيره ولمن هم حوله وأحب الناس إليه؟!... فماذا تظن في طفل يرى والداً أو أخاً أو حتى عابر سبيل مدخناً، ويراه متمسكاً بهذه العادة متشبثا بها، إلا أن يغتر ويجرب، ويشب راغباً في تقليد متى ما رآه.... ثم يقع دون إرادة في التدخين... كما وقعت أنت في حباله....، ولم تتوقع أنك ستكرهه وتمقته رغم وجوده في جيبك إلا من عصمهم الله ولم يقربوه أو تركوه..

نسأل الله أن تكون منهم فوراً فمد يدك راغباً ومحاولاً وهناك الكثيرون ممن سيعينونك اللهم آمين..

فقط ابدأ... ابدئي.. والله معك.



Haya.d.2007@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد