Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/04/2009 G Issue 13354
الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1430   العدد  13354
مستشفى الزلفي يشكو حاله
عبد المحسن بن عبد الله الطريقي

 

تطرح صحيفتنا الجزيرة يومياً آمال وآلام المواطنين وطلباتهم وكان نصيب مستشفى الزلفي العام كبير .. لكن المواطن لا يجد الرد الشافي لما يُكتب بالصحف وهو يعايش الوضع المتردي بالخدمات الصحية بالمحافظة - وقد استبشر الأهالي صغيرهم وكيبرهم بتعيين أ. د. عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزيراً للصحة، فتعيينه بحد ذاته بلسم لشفاء كل الجراح التي فتحت في الماضي. مستشفى الزلفي العام يخدم محافظة ومراكز وقرى وعلى طرق رئيسة .. مر بأسوأ حالاته خلال سنوات مضت بعد إحلال القديم بجديد، حيث نقل كل الطاقم الطبي والفني والإداري ولم يتغير شيء بالخدمات المقدمة للمواطنين، لأن التشغيل تم بالطاقم القديم الذين يركزون عملهم على التحويل للمستشفيات المجاورة خاصة مستشفيات منطقة القصيم التي أنقذت بعد الله أرواحاً كثيرة، وكان لهم اليد الطولى بقبول الحالات المرضية والحرجة وقدموا للزلفي خدمات إنسانية، وإذا علمنا أن الدولة وفقها الله أولت القطاع الصحي بمملكتنا الغالية جل اهتمامها أنفقت المليارات على إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية المطورة بكل منطقة ومحافظة ومركز وطارفة وتوفير الدواء والكوادر والأجهزة المؤهلة لخدمة المواطن، محافظة الزلفي أخذت نصيبها بإحلال المستشفى القديم بالجديد عام 1426هـ على أمل أن يكون خير خلف لكن فوجىء المراجع والمريض أن المبنى الجديد أصغر من القديم خاصة أقسام النساء والولادة الأطفال والطوارئ وغيرها، وأصبحت كثير من الحالات تحوّل تباعاً لخارج المحافظة.

وعبر جريدة الجزيرة الغراء كتب كثير من الكتّاب وأنا واحد منهم بطلب تطوير المستشفى العام بالزلفي ليواكب النمو والتقدم وراحة المريض وأهله من عناء السفر والتحويل الدائم، وهو ما تنشده حكومتنا الرشيدة بقيادة ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز لتطوير المرافق الصحية وفق استراتيجيات راقية لراحة المواطن صحياً، وليجد علاجه قريباً منه بدلاً من السفر والتحويلات والمصاريف الكثيرة ولولا لطف الله ثم الأطباء الزائرين من أهل الزلفي الأوفياء بقيادة د. محمد عبد الله المفرح وزملائه الأطباء والطبيبات المتبرعين للعلاج لكثير من الحالات المرضية الموجعة، فهم يحضرون للزلفي متجشمين الصعاب لخدمة المواطنين وتضميد جراح أهلهم بالزلفي، بالإضافة إلى ما تقدمه مستشفيات منطقة القصيم من خدمات إنسانية جليلة لأنّ كثيراً من أطباء مستشفى الزلفي بعضهم يحتاج إلى تقويم لأنه محسوب على المستشفى كاستشاري وراتبه يفوق راتب خمسة أطباء ومع ذلك لم ينجح أحد، عمله هو التوقيع على تحويل الحالة فقط حتى لا يتحملوا المسؤولية، خاصة قسم العظام وجراحة التجميل كلها تحتاج إلى تقويم عملهم، كذلك المسؤولية على إدارة المستشفى والمدير الطبي هل قوموا عمل الأطباء وإنتاجهم وكم عملية جراحية أجروها ولماذا كثرة التحويلات والمريض يلاقي الأمرّين من النقل والتنزيل، ويلاقي أهله وذووه المشقة القصوى ولماذا السكوت على دفع الرواتب العالية بدون إنتاجية، بل البعض يرى أن علاج هذا المريض وذاك عن طريق الأطباء المتبرعين حتى يرتاح من المسؤولية .. والسؤال الذي يفرض نفسه وشاهدناه أطباء العيادات الخارجية يتركون المريض وموعده ساعات انتظار وإذا دخل المريض عليهم وجدهم يقرؤون الصحف أو يحركون الهواتف النقالة متعذرين لعدم وجود ممرضات تحضر الملفات، بالمقابل لو عُمل استفتاء عن مستشفى الزلفي العام على شريحة من المواطنين لظهر الشيء الكثير، والأكثر إيلاماً عايشت حالة طفل بحاجة فعلاً للتحويل لأحد مستشفيات القصيم وتم إنجاز تحويله لكن لم يجدوا سيارة إسعاف حيث كلها ذهبت بمرضى محولين وإن على والد المريض الانتظار حتى تعود سيارات الإسعاف، أو أن تصلح عجلة الإسعاف المتعطل فقام والد المريض بذلك، في المقابل الدولة وفرت بكل مستشفى وبكل مركز صحي صيانة لتلك السيارات وخصصت ورشاً لها وفنيين .. والسؤال الذي يطرح نفسه من هو المهمل وأين المتابعة والمراقبة على ذلك. أما قسم النساء والولادة والأطفال فحدث ولا حرج، كان عدد الأسرّة بالمستشفى القديم خمسين سريراً والآن أقل من عشرين سريراً والسبب ضيق المكان وكذلك الأطباء رجال والحرج مستمر والمختبر حاله تدل عليه، خاصة قسم أخذ العينات يحضر المريض الساعة السابعة صباحاً ولا يخرج إلاّ الساعة الحادية عشرة. أما قسم الأسنان بالمستشفى العدد كبير من الأطباء والإنتاجية قليلة والسبب ضعف الإمكانيات وسوء التنظيم وحبذا لو تم جمعهم بمكان مستقل لتمت الرقابة والإنتاجية الكاملة لعملهم اليومي إذا علمنا أن ضرس العقل يحول للمستشفيات المجاورة لعلاجه أو خلعه فعمل هؤلاء الأطباء المسكنات والخلع فقط والضحية المريض، والمواطن يقوم بالعلاج بواسطة المراكز الربحية التي أثقلت كاهله بالديون والالتزامات المالية، لذلك مستشفى الزلفي العام يحتاج إلى إعادة تقويم وثقة الأهالي به وهذه الثقة لن تتم بتصريحات ووعود وزيارات مفاجئة تتطاير في الهواء استمرت مع المريض والمراجع سنوات مضت دون تنفيذ .. وإنما يتم بعمل جاد ومتابعة وتقييم ورقابة صارمة ومحاسبة لا تجامل أحداً على حساب المريض الذي يتطلّع إلى وضع حالته وعلاجه، لذلك نضع هذه الملاحظات القليلة أمام أنظار معالي الوزير أ. د. عبد الله الربيعة فهو غني عن التعريف وكان الله في عونه القائل الفشل خارج حساباتي، وقال - وفقه الله كذلك لن استغنى عن آراء إخواني المواطنين، وقال سدد الله خطاه لا عناء في العلاج بعد اليوم .. نسأل الله أن يوفقه ويحقق آماله وطموحاته للنهوض بالمرافق الصحية بمملكتنا الغالية، ونقول لمعاليه سدد الله خطاك .. آمال أهالي الزلفي معلّقة بالله ثم بمعاليكم لكي ينالوا ما يستحقونه من خدمات علاجية راقية أسوة بأمثالهم، وتوسعة أقسام المستشفى لتستوعب المنومين المرضى، خاصة الأقسام النسوية والأطفال والطوارئ، والاستفادة من المبنى القديم ليكون كلية صحية كما وُعدنا أو يكون نواة لمستشفى الولادة والأطفال ليخدم المحافظة وما جاورها وفق توجيهات وتطلعات ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز للنهوض بالمرافق الصحية كافة وفق أعلى المعايير العالمية صحياً، وليرتاح المواطن وطالب الشفاء من عناء السفر والتحويلات المستمرة، وليواكب المستشفى غيره من المستشفيات الحكومية المطورة .. والله الموفق..

- عضو المجلس البلدي بمحافظة الزلفي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد