لجنة أهالي عنيزة، ولمن لا يعرف، فهي وبكل بساطة مكونة من مكونات المجتمع المدني قدر لها أن تعمل باسمنا وتتحرك من أجلنا، وتتعب لسواد عيوننا، سر نجاحها عمل وعمل لا يعرف الملل أو الكلل، وقودها ديناميكية عزم متجدد، وجهد تطوعي متميز، وفوق ذلك كله يأتي العنصر الأهم والأسمى ممثلاً بجاذبية حب عنيزة. إذاً فهي قصة عشق ليس أمامها إلا خيار واحد، وطريق أوحد له بداية وليس له نهاية إلا بالرهان على كسب ود تلك المعشوقة وإرضاء عنفوانها وحلمها الكبير، ولكون المحب لا يعرف اليأس أو المستحيل، استطاع فرسان هذه اللجنة تجاوز حدود الزمان والمكان لكي تصل الرسالة، ويسمع الصوت، وتسلم الدعوة لكل من يحمل عشقاً مماثلاً ليصبح جزاءاً من طموح وهموم وتطلعات فيحاء الحب وفيحاء الوفاء، وفيحاء الأمل المشرق .. تجدهم وبمؤازرة وإسناد من رموز وأطياف رسمية وأهلية في كل الاتجاهات والمسافات سعياً لاستقطاب أشقائهم في كافة أرجاء هذه البلاد ليصبحوا شركاء في البناء والاستثمار والعطاء .. إنّ هؤلاء الرجال ليسوا كسائر العاشقين لعنيزة، بل لهم نمط خاص يتميزون به عن غيرهم حيث يدفعون ضريبة إضافية طوعية كثمن مضاعف على حساب وقتهم وأسرهم واستقرارهم وجيوبهم.إنهم يفكرون ويعملون ويسافرون ويجتمعون لا لشيء إلا لخدمة تسويق هدف محدد عنوانه تحفيز وتأصيل روابط الانتماء، والثمن المقبوض لن يعرف مقدار قيمته إلا من وهبه الله سجية حب العمل المجتمعي وحب المكان والأهل، ومع هذا فالكثير منا لا يعرف أسماءهم، والكثير منا أيضاً لا يعرف أفعالهم وتضحياتهم، وأكاد أن أقول إن شريحة واسعة من الناس لم تسمع بهذا الاسم المشرف من قبل، ومن هنا نكاد نلمس الخلل في الانتشار الإعلامي وقنوات التواصل الأخرى، وإن وجد أثر من ذلك فهو لن يستوعب أو يستوفي كل هذا الزخم الواسع من العطاءات والمكتسبات والجهود التي أصبحت بمثابة علامات تميز يتم تجييرها بوتيرة تتابعية لصالح اللجنة .. واليوم لا نجد أمامنا كمصادر معلوماتية لنجاحات لجنتنا إلاّ ما يتم تداوله بصفة فردية تثاقلية بين طرف لطرف أو من خلال بيانات مقتضبة جداً، وعلى استحياء أحياناً، في بعض الصحف والمجلات، وفي حالات متفاوتة قد تصل صدفة لبعض التجمعات الضيقة والمحدودة هنا أو هناك، وهذا قطعاً وكما أسلفت، لا يتواكب مع حجم رصيد المنجزات كماً وكيفاً.لقد نجحتم وبامتياز في التواصل مع أبناء عنيزة المقيمين خارجها، ولكن لأبناء الداخل عشم بتهيئة نفس الحظوظ ونفس الفرص. فدعونا نراكم عن قرب لنسمع صوتكم في دائرة المجتمع الكبرى وبمفهومها الواسع، ودعونا أيضاً نعرف المزيد عنكم من خلال المنابر الإعلامية واللقاءات الجماهيرية المفتوحة إلى جانب المطوية والمنشور، فليس عدلاً أن نسمع من منظري الإحباط والتيئيس والجمود أكثر من أن نسمع منكم، واعلنوا إنجازاتكم وبرامجكم وآليات العمل لديكم لكي تبرهنوا لمن يجهل أو يريد أن يتجاهل بأنّ عضوية اللجنة لم تكن مجرّد حجز مقعد مخملي متقدم في المناسبات العامة، أو مجرّد تذكرة عبور مجانية للوجاهة الاجتماعية، بل تجاوزت ذلك بمراحل لتصبح محطة كد وعمل وتضحية من منطلق التكليف وليس التشريف.
ولكي نكون أكثر إنصافاً ألا ترون معي باستحقاقية الشكر والثناء والامتنان لكل من لديه مشاركة سابقة أو حالية بعمل لا يؤجر عليه مادياً، سواء في هذه اللجنة أو غيرها من اللجان المتنوعة الأخرى، وهل نملك أقل من تقديم قبلة إجلال ونظرة إكبار على جبين كل من يسهم في عمل تطوعي أو تجمع خيري أو نشاط اجتماعي.
وعموماً فما ورد في سياق هذا الطرح يترجم رؤى وانطباعات خاصة قد نتفق عليها أو نختلف، ولكن هذا لا يمنع من أن نقول لمن نراه في قناعاتنا محسناً أحسنت فقد قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}وقال تعالى {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد.
- مدير مجمع الخدمات الصحية بعنيزة