Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/04/2009 G Issue 13356
الخميس 27 ربيع الثاني 1430   العدد  13356
مؤدّب النمل
علي الخزيم

 

وجد رجل شحيح حفنة من القمح قد انهالت على الأرض فجمعها وقدمها لدجاجات في حظيرته غير أن الدجاج حينها إما انه كان صائماً أو مضربا عن الطعام احتجاجاً على معاملة الشحيح له، فلم يأبه بالقمح ولم يأكله وربما انه اجل الأمر ليكون وجبة للعشاء فهو عند هذا الجشع غير مضمون! ولكن حشداً من النمل هجم على القمح وحمله إلى جحوره غير بعيد من مأوى الدجاجات، صاحبها انتبه إلى الهجوم النملي على القمح وأدرك أنه قد أودع في مخازن النمل.. وهذا عمل يرفع ضغط دم من يعد حبات الذرة على الدجاج الذي يمنحه (البيض البلدي) كما يقول، فكيف إذا نهبته عتاة النمل؟! ولكن كل إنسان عنده نصيب من الذكاء وهذه حقيقة قالها العلماء، إلا أن كل ذكاء يتجه إلى حيث يحوله صاحبه إن خيراً فخير وان شراً فشر، فقد فكر هذا المقتر بحيلة يخلص بها القمح فعمد إلى مرش للماء فجعله كالمطر على مملكة النمل فلم يلبث إلا سويعة حتى رأى النمل يخرج الحب لينشره خارجاً حتى لا ينبت، وهذا إلهام من الله لهذه الحشرة فهي إما أن تخرجه للشمس أو تفلقه، وعند اكتمال العملية كانت دجاجاته قد جاعت فأطلقها نحوها فالتهمت القمح مع عشرات من النمل، فحقق بذلك نجاحات بعملية واحدة.. وبعد حين أفاد هو انه استطاب طعم البيض المفعم بخلاصة النمل مما زاده إصرارًا على العمل وجمع القوت وعدم التكاسل.. فلعل هذا الرجل لم يكسب من بخله سوى التنمل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد