Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/04/2009 G Issue 13359
الأحد 01 جمادى الأول 1430   العدد  13359
أهمية الحوار مع الأسرة
صالح بن غدير سالم الشراري

 

الجميع يعلم أهمية الحوار مع الذي أمامك سواء شخصا مجهولا أو زميلا لك في العمل أو... فما بالك لو كان مع الأسرة أي مع الابن أو البنت أو الزوجة أو أبيك الكبير في السن.

الحوار هو عبارة عن تلاق مع الشخص نفسه، أو مع غيره، أي هو عبارة عن اتصال مع النفس ومع أشخاص آخرين، لإنشاء نمو سلوكي عند الفرد، وبذلك يعتبر الحوار أداة لاكتشاف الآخر (أفكاره اتجاهاته أحاسيسه، مشاعره). وتجدر الإشارة إلى أن الحوار لا يقتصر على الكلام فقط، إنما يتعدى ذلك فقد يكون من خلال نظرة، ابتسامة، حركة،.... في مرحلة الطفولة يعتبر الحوار وسيطاً بين الأهل، الأولاد، والمرحلة التي يعيشونها، إذ إن على الأهل استثمار هذا الحوار لخلق الاندفاع والمهارات عند الطفل، وفي هذه المرحلة نشدد على ضرورة التزام الأهل بالنصائح التربوية التي نوجهها إليهم، ولا سيما ما يخص (العبارات) إذ إن الأطفال غالباً ما يرددون كلاماً طفولياً أي عبارات غير صحيحة لغوياً، وهذا ما يفرح الأهل، وهنا تكمن المشكلة!

فهذه المرحلة يجب أن تكون بمثابة تحضير للمرحلة المقبلة، وبالتالي يجب أن يكون لفظهم سليماً، وأكثر ما يميز هذه المرحلة هو مبادرة الأطفال أنفسهم إلى اختيار الموضوع ومناقشته،

إن التطرق الى مشاكل المراهقين من خلال الحوار مبادرة جيدة من قبل الاهل، لكن ماذا ستكون النتائج؟ فالحوار يزيل العديد من المشاكل السلوكية، النفسية، الاجتماعية التي تظهر بشكل واضح في مرحلة المراهقة، اذ إنه (الحوار) يشكل التنفس الوحيد للمراهقين، لذلك يجب أن يتحلى الاهل بقدرة على الإقناع والاقتناع، كي لا يكون هناك حلقة ناقصة، وبالتالي عدم الوصول الى نتيجة إيجابية ونتيجة ذلك تبرز ظاهرة انقطاع التواصل او الحوار بين الابناء والاهل،

إن طبيعة العلاقة الزوجية تنعكس مباشرة وبشكل واضح على حياة الابناء، تحديداً أثناء النقاش والحوار. فإذا كان الزواج ناجحاً، ويقوم على الاحترام، التبادل، الإصغاء والمناقشة، فلا بد أن توجد هذه الصفات تلقائياً عند الاولاد، وبذلك يصبح الزوجان مثالاً وقدوة يتمثل بهما الأولاد أثناء النقاش والمحاورة، سواء داخل الاسرة او خارجها.

أهمية الحوار في بناء الشخصية

إضافة إلى كل ما سبق وذكرناه من نقاط إيجابية لأهمية الحوار العائلي، لا بد أن نسلط الضوء على فائدته في بناء الشخصية وتنميتها في مختلف أبعاده.

وبما أن العائلة هي المجتمع الصغير، فالحوار في داخلها يؤهل الطفل للقدرة على الانخراط في المجتمع الكبير، وذلك لما يكتسبه الطفل من هذه الجلسات من صفات مثالية، كالثقة بالنفس، الشخصية الاجتماعية، الشجاعة، الجرأة الخ.

مقومات الحوار الناجح

إن الحوار الناجح لا يأتي هكذا، فهناك عوامل تساعد في إنجاحه، ومنها:

الاحترام. الصراحة - الصدق - الثقة عدم التسرع في الإجابة.

نسأل الله أن يعيننا على تربية أبنائنا ويرزقنا ذرية صالحة.

طبرجل





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد