Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/04/2009 G Issue 13359
الأحد 01 جمادى الأول 1430   العدد  13359
نختلف.. ولا.. نفترق ؟
د. محسن الشيخ آل حسان

 

معادلة واقعية تدل على أن الاختلاف وارد في حياتنا الطبيعية اليومية، بل في أحيان كثيرة (الاختلاف) مطلوب, إلا أن هذا الاختلاف (يجب أن لا يفسد للود قضية) وما أجمل كلمة (نعم) بعد مليون كلمة (لا)... بل هي أفضل من مليون (نعم) تأتي بعدها (لا) لتفسد جميع مخططات العالم التي بنيت على المليون نعم السابقة، ومسحتها كلمة واحدة من حرفين هما (ل)و (ا).. أعتقد فهمتم ما أقصد أليس كذلك؟! المهم هذا ما تعنيه حكمة (نختلف... ولا... نفترق).

أنا شخصيا أؤيد وفي ظروف وأوقات كثيرة أن أختلف مع المدام في المنزل على أشياء عائلية (صغيرة بالطبع) لنصل إلى حلول لتلك الاختلافات متقاربين غير مفترقين.. كذلك أؤيد أن أختلف مع بعض الأصدقاء والزملاء والأقارب على أشياء كثيرة تقودنا هذه الاختلافات لمعرفة المزيد من آرائهم وأفكارهم والتي تقودنا دائما إلى نتيجة واحدة (نحن نختلف لكن لا نفترق).

وتذكرني حكمة (نختلف.. ولا.. نفترق) بشخصية لها تأثير قيادي في حياتي وتعاملاتي مع الزملاء والأصدقاء. هذه الشخصية التي سأظل دائما أعتز بها هي لمعالي الدكتور محمد بن إبراهيم السويل - رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. لقد تعلمت منه الكثير حينما كنت أعمل في (هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات) كمستشار إعلامي، وكان أبو إبراهيم محافظ الهيئة آنذاك، كان معاليه حينما يدعونا إلى الاجتماع في مكتبه لمناقشة إقامة (منتدى) أو (مؤتمر صحفي) أو مشاركة في معرض تقني أو أي مناسبة خاصة بالهيئة, كان - يحفظه الله- دائما يقول لنا عبارته المعروفة: (نحن اجتمعنا اليوم لنسمع آراء الجميع حتى ولو اختلفنا في التعبير إلا أن النتيجة واحدة مصلحة الهدف ونجاحه).

وهنا تحضرني العديد من الأقوال والعبارات والحكم المأثورة لقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -يحفظه الله- في هذا الصدد, ومن أقوى ما قاله الملك عبدالله بن عبد العزيز في مناسبة افتتاح اللقاء الوطني الأول للحوار الفكري: (أن آداب الحوار يجب أن تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يعتنقه شعب المملكة, وقد يجادلون إلا بالكلمة والموعظة الحسنة ويعملون بتوجيه سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يصمت).

كما كانوا يعتبرون سباب المسلم فسوقا وقتاله كفرا (ومن هنا جاءت فكرة الحوار الوطني بين أبناء المملكة إنه حوار مثمر لابد وأن ينطلق من العقيدة الإسلامية، ثم بفضل تمسكنا بوحدة هذا الوطن وإيمانا بالمساواة بين أبنائه مهما اختلفوا في أشياء صغيرة فإنهم لا محالة لن يفترقوا ما دام الجميع متمسكين بالإسلام).

الرياض
FARLIMIT@FARLIMIT.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد