كانت الأيام الماضية أيام فرح وسرور وبهجة على أبناء هذه البلاد المباركة، كيف لا وقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى ببشرى شفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب المكارم والأيادي البيضاء، وذلك عبر يده الممتدة في البرّ والمعروف والبذل والإحسان.
وأستشهد هنا بقول سموه -حفظه الله- في كلمة له عن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية: إن العمل الخيري والإنساني الذي نتشرف بالقيام به لوجه الله تعالى، يتطلب بذل الجهود الصادقة والمخلصة وتسخير كل الإمكانيات ليؤدي هذا العمل النتائج الإنسانية المرجوة منه، والذي تتطلع إليها كافة الشرائح المستفيدة من هذا العمل.
إنني وأبنائي أعضاء مجلس الأمناء ومنسوبي المؤسسة وفروعها، نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به، ومهما بذلنا من جهد فإننا نتطلع إلى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه، حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية، كما أنني أود التأكيد هنا إلى أن المؤسسة ما كانت لتقوم بكل أنشطتها لولا الدعم غير المحدود الذي تلقاه من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله لما يحبه ويرضاه، مع صادق الدعوات أن يوفقنا المولى عز وجل جميعاً لما يحبه ويرضاه والله الموفق.
إنه سلطان الخير الذي ما فتئ طوال عمره الذي يقضيه دوماً في خدمة هذه البلاد ومواطنيها وقضايا الإسلام والمسلمين، لقد كانت العيون تذرف الدمع فرحاً بتلك الأخبار السارة التي تزف نبأ شفاء سموه الكريم، وهي تترقب بشوق ولهفة تلك الساعة المنتظرة، حين عودته إلى أهله وأبنائه وإخوانه ووطنه الذي طالت ليالي وأيام انتظاره والتي ستنتهي إن شاء الله تعالى في القريب العاجل بالعودة الميمونة لسموه الكريم إلى أرض الوطن طيباً معافى إن شاء الله تعالى ليواصل مسيرته الخيرة مع أخيه خادم الحرمين الشريفين في تحقيق النمو والرخاء والاستقرار لهذا البلد وأهله.
وبشارة أخرى زفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله تعالى- إلى شعبه شكلت فرحة أخرى حين أصدر أمره الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.. هذا الرجل الذي تخرج من مدرسة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى-، فقام بمهامه خير قيام، وحفظ الله على يديه أمن هذه البلاد ومواطنيها المقيمين عليها والوافدين إليها وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.
وإذا كان الجميع قد استبشر بهذا القرار الحكيم الذي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فإنه وبلا شك يعبر عن الحكمة البالغة التي يتصف بها خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي مافتئ يتلمس مصالح البلاد واحتياجات الوطن والمواطن.
فالأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية هو الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وبفضل جهوده البارزة، أقر المجلس مشروع الإستراتيجية العربية، لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، وأقر الإستراتيجية الأمنية العربية، وأسهم سموه في تطوير ورفع أداء رجال الأمن من خلال التدريب والتعيم المستمرين، ويظهر ذلك جلياً في نجاحهم الباهر في دحر الفئة الضالة والقضاء عليهم في أوكارهم قبل تنفيذ مخططاتهم الشريرة واحتواء المغرر بهم من الشباب وصغار السن وتوجيههم عبر لجان المناصحة التي وجه بها سموه الكريم مما كان له الدور الأكبر في تراجع كثير منهم عن أفكارهم الضالة وعودتهم إلى طريق الصواب وإقرارهم بخطأ ما كانوا عليه، كما قام سموه الكريم بدعهم مادياً ومعنوياً إضافة إلى رعايته الكريمة لأسر شهداء الواجب وأبنائهم وتعويضهم عما فقدوه من حنان الأبوة وأكرم به من حنان، ومافتئ سموه الكريم يعمل على تطوير خدمات الحج، إلى درجات مذهلة، كانت موضع إشادة من الحجاج، ويقود سموه بنفسه حرباً لا هوادة فيها ضد مهربي المخدرات وتجارها من أجل حماية الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل.
يضاف إلى ذلك كله رعايته الكريمة وغيرته الدينية على سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستحداثه لجائزة السنة النبوية عندما جعل مقرها في مأرز الإيمان طيبة الطيبة ومتنزل السنة، لقد عرف عن سموه الكريم حرصه الكبير على الوطن والمواطن وعلاقته الحميمة التقديرية للعلماء والدعاة، ولقد وقفت بنفسي على العلاقة الحميمة التي تربط سموه الكريم بعالمين جليلين انتقلا إلى رحمة الله تعالى هما سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن باز -غفر الله له- وفضيلة الشيخ الوالد محمد بن صالح العثمين -رحمه الله -، حيث كان يزورهما سموه مواظبة في حج كل عام، ويحتفي بهما ويحثهما على بذل ما يستطيعانه لخدمة الإسلام والمسلمين، معلناً تأييده ومؤازرته الظاهرة والباطنة لعلماء هذه البلاد المباركة وجهودهم الطيبة لنفع الناس، وبذل العلم لهم، بارك الله في الجهود وسدد خطى الجميع، وحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها واستقرارها وولاة أمرها، إنه سميع مجيب.
* المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد